100 ألف سوري عالقون عند الحدود التركية

عربي دولي
نشر: 2016-05-27 15:46 آخر تحديث: 2017-12-26 13:45
الصورة ارشيفية
الصورة ارشيفية

نفذ التحالف الدولي بقيادة أميركية أكثر من 150 غارة على مواقع تابعة لتنظيم داعش الارهابي في شمال سورية منذ بدء هجوم مزدوج تشنه قوات سورية الديمقراطية في ريف محافظة الرقة، والجيش العراقي جنوب مدينة الفلوجة، أبرز معاقل المتطرفين.

 

على جبهة أخرى في شمال سورية، تمكن تنظيم داعش الارهابي إثر هجوم مباغت بعد منتصف الليل من قطع طريق الإمداد الوحيد إلى ثاني أهم معقل للفصائل المقاتلة في محافظة حلب، حيث بات نحو مئة الف سوري عالقين قرب الحدود التركية، وفق منظمة أطباء بلا حدود.

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن الاشتباكات المستمرة في ريف الرقة الشمالي بين تنظيم داعش الارهابي وقوات سورية الديمقراطية "ترافقت مع تنفيذ طائرات التحالف الدولي 150 ضربة على الأقل استهدفت مواقع عناصر التنظيم في ريفي مدينتي عين عيسى وتل أبيض".

 

واكد التحالف الذي يشن منذ ايلول/سبتمبر 2014 ضربات جوية ضد المتطرفين في سورية، تنفيذه غارات قرب مدينتي عين عيسى والرقة.

 

وبدأت قوات سورية الديمقراطية وهي عبارة عن تحالف فصائل كردية ابرزها وحدات حماية الشعب الكردية بالاضافة الى فصائل اخرى عربية، هجوما شمال الرقة الثلاثاء، غداة اعلان السلطات العراقية اطلاق عملية "تحرير" الفلوجة.

 

وسيطرت هذه القوات شمال الرقة على "نحو عشر قرى ومزارع منها النمرودية وقرتاجة وحضريات الخليل والوسطى وفاطسة بالاضافة الى مزارع أخرى قريبة منها".

 

واسفرت المعارك والغارات منذ الثلاثاء وفق عبد الرحمن "عن مقتل 31 عنصراً على الاقل من التنظيم بالإضافة الى معلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف قوات سورية الديمقراطية" لم تُعلن حصيلتها.

 

وقال عبد الرحمن "لا قتلى من المدنيين نظرا لان القرى والحقول التى تشهد معارك هي شبه خالية من المدنيين".

 

ويعيش 300 الف شخص في مدينة الرقة ظروفا صعبة، خصوصا بعدما توقف التنظيم عن اعطاء "تصاريح خروج للسكان الراغبين بمغادرة الرقة.. او حتى المرضى" وفق عبد الرحمن.

 

وتمكنت بعض العائلات من الهروب باتجاه محافظة ادلب (شمال غرب) الخاضعة لسيطرة تحالف "جيش الفتح" الذي يضم فصائل اسلامية ابرزها جبهة النصرة.

 

وقال الناشط ابو محمد وهو احد مؤسسي حملة "الرقة تذبح بصمت" الموثقة لانتهاكات التنظيم لفرانس برس، ان السكان يدفعون للمهربين مبلغ 400 دولار عن كل شخص لاخراجهم من المدينة.

 

في محافظة حلب، ابدت منظمة اطباء بلا حدود الجمعة "قلقها الشديد" على "مصير... ما يقدر بمئة الف شخص عالقين بين الحدود التركية وخطوط الجبهات" بعد ساعات على شن تنظيم داعش الراهابي هجوما "مفاجئا" في ريف حلب الشمالي قرب الحدود التركية، وفق المرصد.

 

واشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" من جهتها الى ان عدد العالقين قرب الحدود التركية قد يصل الى 165 الف سوري.

 

وتمكن التنظيم من السيطرة "على خمس قرى كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة والاسلامية في تقدم هو الابرز للجهاديين في المنطقة منذ العام 2014"، وفق عبد الرحمن.

 

وبتقدمه هذا، قطع التنظيم "طريق الإمداد الواصلة بين مدينة اعزاز ومدينة مارع" ثاني اكبر المعاقل المتبيقة للفصائل في محافظة حلب بعد اعزاز.

 

واشار التنظيم في بيان تناقلته مواقع جهادية الجمعة الى شن "هجوم مباغت والتسلل الى عدد من القرى" في ريف حلب الشمالي.

 

وبحسب الناشط المعارض ومدير وكالة "شهبا برس" المحلية للأنباء القريبة من المعارضة مأمون الخطيب الموجود في اعزاز، باتت مارع "محاصرة بشكل تام بعدما تمكن داعش من السيطرة على قريتين تقعان على الطريق الواصل بين مارع واعزاز".

 

واضاف "الوضع كارثي وصعب جدا مع وجود 15 الف مدني محاصرين داخل المدينة بينهم عدد كبير من النساء والاطفال، عدا عن العسكريين".

 

ودفع هجوم تنظيم داعش الارهابي المنظمات الانسانية والناشطين المعارضين الى اخلاء مخيمين على الاقل في منطقة اعزاز، لقربهما من مناطق الاشتباك، وفق الخطيب.

 

وقال مدير العمليات في منظمة اطباء بلا حدود في الشرق الاوسط بابلو ماركو الجمعة ان المنظمة "اضطرت الى اجلاء معظم المرضى والطاقم الطبي من مستشفى السلامة" بعدما وصلت المعارك على بعد "ثلاثة كيلومترات عنه".

 

واضاف "مع اقتراب الاقتتال لن يكون أمام الناس أي مكان للفرار".

 

في العراق، يواصل الجيش العراقي مدعوما بالميليشيات الشيعية عملياته العسكرية ضد تنظيم داعش الارهابي جنوب مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها المتطرفون منذ كانون الثاني/يناير 2014.

 

واعلن قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي الجمعة ان "القوات الامنية تحرز تقدما" في محيط المدينة مشيرا الى "وجود مقاومة لتنظيم داعش الارهابي في محيط الفلوجة الشرقي والشمالي".

 

واوضح ان "مقاومة داعش الارهابي تقتصر على السيارات المفخخة والانتحاريين.. ونشر القناصة" على اسطح الابنية.

 

ولا يزال خمسون الف مدني عالقين داخل المدينة الواقعة في محافظة الانبار فيما لم يتمكن سوى 800 شخص من الفرار منها وفق الامم المتحدة.

 

واشارت المتحدثة باسم مفوضية شؤون اللاجئين ميليسا فليمنغ في جنيف الى "تقارير عن زيادة حادة في عدد الاعدامات بحق الرجال والاولاد الذين يرفضون القتال مع القوات المتطرفة" لافتة الى "حكايات مروعة" نقلتها العائلات التي تمكنت من الفرار بعد السير لساعات ليلا او الاختباء في انابيب ري غير مستخدمة للوصول الى منطقة اكثر امانا.

 

وأشارت فليمنغ إلى أن 4266 شخصا تمكنوا من مغادرة مدينة الموصل، احدى ابرز معاقل المتطرفين في العراق واجتازوا الحدود الى محافظة الحسكة في شمال شرق سورية.

أخبار ذات صلة

newsletter