قال طوني بلير رئيس الحكومة البريطانية الأسبق ومبعوث الرباعية الدولية للشرق الأوسط السابق، إن العديد من الدول العربية لديها الاستعداد لتطبيع العلاقات مع اسرائيل، في حال أبدت حكومة نتنياهو استعدادا فعليا للمفاوضات، وفقا للمبادرة العربية.
جاءت اقوال بلير أمس في مؤتمر عقد في لندن وكشف فيه النقاب عن خطة سياسية للسلام كان يسعى لطرحها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وفقا لما نشره موقع صحيفة "هأرتس" العبرية، والتي كانت تهدف الى تهيئة الأجواء لدخول "المعسكر الصهيوني" بزعامة هيرتصوغ للحكومة الاسرائيلية.
وأضاف بلير أنه يوجد فرصة اليوم بأن الدول العربية سوف تخفف الخطوط العريضة للمبادرة العربية للسلام، ولديها استعداد لتطبيع العلاقات مع اسرائيل أثناء المفاوضات، وليس بعد التوصل الى اتفاقية سلام مع الجانب الفلسطيني، مضيفا أنه في حال ابدت حكومة نتنياهو استعدادا للمفاوضات على اساس المبادرة العربية للسلام، وفي حال بدأت المفاوضات فعليا فإن عددا من الدول العربية سوف تقوم بتطبيع علاقاتها مع اسرائيل حتى تمنح مزيدا من الثقة لهذه المفاوضات.
واعتبر أن هذه الفرصة للسلام يمكن أن تتحقق مع الزعامة العربية الجديدة في المنطقة، ولكن نجاح ذلك مرتبط بموقف الحكومة الاسرائيلية من مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي يحاول من خلالها المزاوجة مع المبادرة العربية للسلام.
وقال بلير بأنه بالنظر الى عدم الثقة العميق بين القيادة الفلسطينية والاسرائيلية والقيود السياسية الصعبة التي تحيط بالقيادتين، فأن المشاركة النشطة من جانب الدول العربية ستكون مفتاح النجاح، نحن بحاجة لمشاركة واسعة من دول المنطقة في عملية السلام، ان الأبواب بين اسرائيل والدول العربية مغلقة الأن، والمفتاح هو التقدم في السلام مع الفلسطينيين .
وكشف طوني بلير وفقا للصحيفة العبرية بأنه قام خلال الفترة الماضية بالعديد من الاتصالات في المنطقة بعد محادثات اجراها مع رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو وكذلك مع زعيم المعارضة هيرتصوغ ودبلوماسيين غربيين، بهدف احداث انفراجة بين اسرائيل والدول العربية، واتضح من اتصالات الدبلوماسيين الغربيين مع الدول العربية بأن الوضع لا زال على حالة، وفقط لدى الدول العربية للبدء في علاقات مع اسرائيل في حال قيامها بخطوات فعلية اتجاة الفلسطينيين، خطوات رفضت اسرائيل القيام بها منذ عام 2009 .