حضت وزارة الدفاع الروسية أطراف النزاع في سوريا على تطبيق ما سمته "نظام تهدئة" لمدة ثلاثة أيام في المناطق المحيطة بدمشق، وتشمل مناطق الغوطة الشرقية ودرعا، بدءا من الخميس.
وقال رئيس مركز التنسيق الروسي في سوريا، سيرغي كورالينكو، في بيان أصدره إنه يريد تثبيت وقف إطلاق النار.
وكرر كورالينكو دعوة موسكو لمن سمتهم بالمتمردين المعتدلين للانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها جبهة النصرة، وفك الارتباط معها في هذه المناطق، التي ستواصل روسيا استهداف المسلحين فيها.
وقال كورالينكو، مستخدما معلومات من مراقبين روس وجهات استخبارية سورية، إن مسلحي جبهة النصرة وجماعات متمردة في الغوطة الشرقية وضواحي دمشق قد اعادوا تنظيم صفوفهم وتسليح مقاتليهم استعدادا للقيام بهجوم.
وأضاف "تأكدت هذه الاستنتاجات والتقديرات باطلاق النار المتواصل على القوات المسلحة السورية في الغوطة الشرقية والأحياء السكنية في دمشق".
وأشار إلى أن القادة الميدانيين لجبهة النصرة في حلب حشدوا مقاتلي قوتهم الضاربة ويصل عددهم إلى نحو 6000 مقاتل، لوقف دخول القوات الحكومية إلى المدينة.
تهديد بالانسحاب
وحضت الأمم المتحدة الجماعات السورية المتمردة على عدم التخلي عن الهدنة المحدودة الحالية، على الرغم من تواصل عمليات القصف التي تقوم بها القوات الحكومية.
وكان اكثر من ثلاثين فصيلا معارضا أعلنوا أنهم سينسحبون من اتفاق الهدنة ولن يلتزموا به ما لم يتوقف هجوم القوات الحكومية في المناطق المحيطة بدمشق خلال 48 ساعة.
وفي بيانها قالت الفصائل المعارضة إن "استمرار الهجمات من قبل الجيش على مناطق تقع تحت سيطرة المعارضة في محيط دمشق وعلى معاقلها في حلب وفي محافظة إدلب تضع العملية السياسية كلها في مهب الريح".
وكانت هجمات جوية مكثفة استهدفت الطريق الوحيد الذي يستخدمه مسلحو المعارضة للوصول إلى المناطق التي يسيطرون عليها في حلب في أعنف قصف للمدينة منذ فبراير/ شباط الماضي، حسبما قال ناشطون معارضون.
وسيطرت القوات الحكومية السورية وموالون لها على مناطق كبيرة جنوب شرقي العاصمة الخميس الماضي.
وتأتي الدعوة الروسية بعد أن حضت فيه واشنطن موسكو ،الاثنين، على الضغط على الحكومة السورية لوقف قصف قوات المعارضة والمدنيين في حلب وضواحي دمشق.
وشاركت الولايات المتحدة وروسيا في الاجتماعات التي شهدتها العاصمة النمساوية الأسبوع الماضي في سياق الجهود الدبلوماسية لمجموعة الدعم الدولية لسوريا، من دون أن تحقق تقدما يذكر.
وقد فشلت الجهات الدولية والقوى الاقليمية المشاركة في هذه الاجتماعات حتى الآن في تحويل اتفاق وقف العدائيات الهش، الذي طبق بدءا من 27 فبراير/شباط، إلى هدنة دائمة بين الحكومة وجماعات المعارضة.
وقد اقترحت موسكو الاسبوع الماضي أن تقوم روسيا والولايات المتحدة بضربات جوية مشتركة ضد مسلحي جبهة النصرة في سوريا، بيد أن واشنطن رفضت هذا المقترح.