ضخ الصينيون مليارات الدولارات في قطاع العقارات الاميركي بحثا عن استثمارات خارجية آمنة ليصبحوا في طليعة الأجانب الذين اشتروا منازل في الولايات المتحدة خلال سنة 2015، وفق دراسة حديثة.
ارتفعت قيمة الاستثمارات الصينية في العقارات السكنية والتجارية خلال السنة الماضية بشكل كبير لتصل استثماراتهم على مدى خمس سنوات الى 110 مليارات دولار وفق دراسة اعدت بالاشتراك بين "الجمعية الآسيوية" و مجموعة "روزن كانسلتنغ" الاستشارية.
وساهمت هذه الاموال الطائلة لقطاع العقارات الاميركي ان يستعيد عافيته بعد الازمة الاقتصادية التي بدأت في 2006 وبلغت ذروتها في 2008.
وبالرغم من التباطوء الناجم عن القيود التي فرضتها بكين على خروج الرساميل من الصين، يتوقع ان ترتفع هذه الاستثمارات بمعدل الضعف خلال السنوات الخمس المقبلة لتصل الى 218 مليار دولار، وفق الدراسة.
وتقول الدراسة ان "ما يجعل الصين مختلفة وجديرة بالاهتمام هو الجمع ما بين الحجم الكبير للاستثمارات واتساعها لتشمل مختلف فئات الممتلكات العقارية"، بما في ذلك "الاستثمار الفريد في العقارات السكنية".
ويقول معدو الدراسة ان الارقام التي يقدمونها استنادا الى المعلومات العامة ومن قطاع العقارات هي اقل من الاجمالي الفعلي وهي بالضرورة لا تشمل الصفقات التي قامت بها "شركات واجهة" و"شركات استئمانية" لا تذكر عادة مصادر اموالها.
وفي حين تصدرت الأنباء صفقات ضخمة مثل شراء مجموعة "انبانغ" للتأمين فندق والدورف استوريا في نيويورك العام الماضي مقابل ملياري دولار، وعرضها غير الموفق لشراء مجموعة "ستاروود" الفندقية في اذار/مارس مقابل 14 مليار دولار، تقول الدراسة ان شراء الصينيين للمنازل الاميركية يفوق بكثير استثمارهم في الاملاك التجارية والمباني.
- الشراء في الاسواق ذات الاسعار المرتفعة -
بين 2010 و2015، استثمر الصينيون اكثر من 17 مليار دولار في سوق العقارات التجارية الاميركية، ونصف هذا المبلغ تم صرفه خلال سنة 2015 وحدها.
ولكن خلال الفترة نفسها، انفق الصينيون على الاقل 93 مليار دولار لشراء مساكن اميركية. وخلال 12 شهر للفترة التي تنتهي في اذار/مارس 2015، وهي الفترة الاحدث التي امكن خلالها جمع معلومات شاملة، بلغت صفات شراء المنازل 28,5 مليار دولار في الاجمال.
هذا يجعل الصينيين يتقدمون على الكنديين الذين ظلوا لفترة طويلة في طليعة المستثمرين الاجانب في قطاع العقارات السكنية الاميركي.
ويركز الصينيون جغرافيا على الشراء في المدن الاعلى سعرا مثل نيويورك ولوس انجليس وسان فرانسيسكو وسياتل.
ويعني هذا التركيز انهم يشترون منازل اغلى من المتوسط السعري للمنزل الاميركي اذ دفع الشارون الصينيون في المعدل 832 الف دولار للمنزل في الولايات المتحدة مقارنة مع 499,600 دولار كمعدل وسطي لكل مشتريات الاجانب.
وهناك دوافع كثيرة تحفز الصينيين على القيام بهذه الصفقات. فالبعض منهم يشترون منزلا ثانيا او مع انتقالهم للعيش في الولايات المتحدة للحصول على تأشيرة المستثمر "اي بي-5" في حين يشتري آخرون للايجار او لاعادة البيع.
وتلاحظ الدراسة ان معظم الاموال الموظفة في شراء البيوت الاميركية هي ثروات خاصة وليست لشركات. اذ "غالبا ما يلجأ الصينيون لاستخدام العقار كاستثمار او للحفاظ على الثروة وهو ما يعكس ارتياحا اكبر لشراء منزل ثان في الولايات المتحدة من قبل افراد او عائلات".
ومنذ العام الماضي، اضيف الى ذلك دافع اخراج الاموال من الصين وتحويلها الى الدولار مع ظهور قلق من استمرار تراجع اليوان الذي خسر قليلا من سعره امام الدولار في اب/اغسطس.
ويتوقع معدو الدراسة زيادة استثمار الشركات الصينية في قطاع العقارات التجارية الاميركي.
فالشهر الماضي اعلنت مجموعة "هاينان" للخطوط الجوية الصينية انها تنوي شراء فنادق مجموعة "كارلسون" المالكة لعلامة "راديسون" وعددها 1400 فندق.
وليست مجموعة "انبانغ" للتأمين الشركة الوحيدة المهتمة بهذه العقارات اذ ابدت شركات صينية اخرى رغبة في شراء مجموعة "ستاروود" في 2015 قبل ان تتوصل مجموعة "ماريوت" الى اتفاق اولي، بما فيها مجموعة "جين جيانغ" الفندقية التي اشترت سلسلة فنادق اوروبية في 2015 ومؤسسة الاستثمار الصينية التي تملك صندوق الثروة السيادي الصيني.