أطلق معهد الإعلام الأردني، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، مشروع ادخال التربية الإعلامية والمعلوماتية في الأردن.
ويقصد بالتربية الإعلامية والمعلوماتية وفقا لبيان صحفي اصدره المعهد اليوم السبت "المنهج الذي يتعلم من خلاله الأفراد التعامل مع وسائل الإعلام ومصادر المعلومات، والوصول اليها، وما يتيح لهم فهم هذه الوسائل والقدرة على نقدها والمشاركة في انتاج المحتوى الإعلامي والمعلوماتي".
ويهدف المشروع الى المساهمة في بناء قدرات وطنية في مؤسسات التعليم الأردنية قادرة على نقل المعارف والمهارات الاساسية في التربية الإعلامية والمعلوماتية للأجيال الجديدة، ونشر الوعي والمعرفة لدى صناع القرار وقادة الرأي والمجتمع بهذا المجال، وهو موجه الى كافة افراد المجتمع كي يطوروا قدراتهم في التعامل مع وسائل الإعلام والمعلومات.
وقال عميد معهد الإعلام الدكتور باسم الطويسي ان المشروع "يقع في صلب أهداف المعهد لنشر المعرفة ودعم مهنة الصحافة والإعلام وتوفير المهارات لكافة فئات المجتمع"، مشيرا الى اهمية التربية الإعلامية والمعلوماتية في حماية المجتمع من التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام، مثل مخاطر التضليل والدعاية السياسية وغيرهما، وأن المعهد سيتعامل من أجل هذه الغاية بشكل رئيسي مع جامعتي الحسين بن طلال وآل البيت.
وقالت مديرة مشروع دعم الإعلام في الأردن بليانا تاتومير، ان الأفراد الذين لديهم معرفة في الإعلام يدركون أهمية الأخبار والمعلومات في انتاج مجتمعات تعتمد التعددية والمساءلة، مضيفة ان التربية الإعلامية تعني فهم قيمة الأخبار والمعلومات، وقوة الرسائل الإعلامية، والدور الذي يمكن للمجتمع ان يلعبه في تحديد الأجندة العامة.
وأشارت تاتومير الى أهمية برامج التربية الإعلامية في تعليم مهارات التفكير النقدي والتحليل، بالإضافة الى قدرة التمييز بين الأخبار ومقالات الرأي، مؤكدة "ان مشروع التربية الإعلامية والمعلوماتية يعتبر من أهم المكونات الرئيسة لمشروع دعم الإعلام في الأردن الممول من الاتحاد الأوروبي والذي تنفذه منظمة اليونسكو".
وقد تم توقيع اتفاقية بين المعهد والمنظمة تغطي المرحلة الاولى من المشروع، يقوم بموجبها المعهد على تطوير ورقة سياسات أردنية في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية في المؤسسات التعليمية، ودراسة أخرى لتحليل المناهج الجامعية ومدى احتوائها على مفاهيم التربية الإعلامية، واقتراح الاستراتيجية التي ستعمل على ادخال هذه المفاهيم.
ويتضمن المشروع، في مرحلة لاحقة، إدخال مفاهيم التربية الإعلامية في المناهج التعليمية، حيث سيعمل المعهد بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والجامعات الأردنية ومبادرة التعليم الأردنية على تدريب المعلمين والمعلمات على مهارات التربية الإعلامية والمعلوماتية ونقلها لطلبة الصفوف السابع والثامن والتاسع في عدد من مدارس المملكة، وسيقوم المعهد ضمن المشروع بالاستعانة بخبراء وباحثين في هذا المجال لتطوير منهاج بالاعتماد على المنهاج الذي طورته منظمة اليونسكو سنة 2011.
ويأتي مشروع التربية الإعلامية والمعلوماتية ضمن المجالات التي يغطيها المشروع الرئيسي لدعم الإعلام في الأردن الذي بدأت اليونسكو بتنفيذه سنة 2014 بتمويل من الاتحاد الاوروبي، وتشمل أيضا البيئة التشريعية للإعلام، التعليم الجامعي للإعلام، والإذاعات المجتمعية، كما نتج عن المشروع اصدار تقرير مؤشرات تنمية الإعلام في الأردن سنة 2015.
ويسعى معهد الإعلام الأردني، وهو مؤسسة مستقلة غير ربحية، أسستها سمو الأميرة ريم علي، من خلال شراكات مع مؤسسات محلية ودولية رائدة مثل "اليونسكو" الى إرساء معايير مهنية لتعليم الصحافة والإعلام الحديث في الأردن ومنطقة الشرق الأوسط، وتحسين مخرجات الإعلام، والارتقاء بسمعة وصورة المهنة من خلال توفير فرص تعليمية وتدريبية متقدمة وتمكين أجيال جديدة من الصحفيين والإعلاميين، كما يقوم المعهد على اصدار دراسات وتنظيم مؤتمرات وحلقات نقاشية تعمل على تسليط الضوء على قضايا تهم المجتمع بشكل عام والجسم الصحفي بشكل خاص.