الثورة العربية الكبرى لم تكن ضد "الخلافة" .. تفاصيل

الأردن
نشر: 2016-02-20 09:00 آخر تحديث: 2016-08-07 01:20
الثورة العربية الكبرى لم تكن ضد "الخلافة" .. تفاصيل
الثورة العربية الكبرى لم تكن ضد "الخلافة" .. تفاصيل

رؤيا - بترا - أصدر الشريف الحسين بن علي ( شريف مكة وأميرها ) في 25 شعبان سنة 1334 هـجرية الموافق 26 حزيران 1916" المنشور العام "يوضح فيه أسباب إعلان الثورة العربية الكبرى ومرتكزاتها .


وتدل وثيقة المنشور الى تفريط الاتحاديين بحماية الدولة والحفاظ على ممتلكاتها وخروج مقاليد الدولة من يد سلطانها الشرعي ما مثل اختطافا للخلافة بالإضافة إلى اضطهاد العرب والتنكيل بمسلميهم ومسيحييهم وبقصفهم للبيت الحرام / بالمدفعية " حتى تعذر على العباد القرب من البيت (الحرام)".

 

وجاء في الوثيقة : " نترك الحكم في هذا الاستخفاف للعالم الإسلامي ولكننا لا نترك كياننا الديني والقومي ألعوبة في أيدي الاتحاديين".

 

بسم الله الرحمن الرحيم هذا منشورنا العام إلى كافة إخواننا المسلمين " ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين " كل يعلم أن أول من اعترف بالدولة العلية من حكام المسلمين وأمرائهم أمراء مكة المكرمة رغبة منهم في جمع كلمة المسلمين وتحكيما لعرى جامعتهم لتمسك سلاطينها من ( آل عثمان) العظام طاب ثراهم وجعل دار الخلد مثواهم بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله صلوات الله عليه وتفانيهم في إنفاذ أحكامها إلى أن نشأت في الدولة جمعية الاتحاد وتوصلت إلى قبض إدارتها وكافة شؤونها بما كانت نتيجته انتقاصها من الممالك ما قوض عظمتها مما عرفه أفراد العالم وخصوصا بخوضهم بها غمرات الحروب الحاضرة وإيقافهم إياها اليوم في موقف الهلكة التي لا تحتاج لبيان .

 

كل هذا المحض غايات معلومة تأبى احساساتنا البحث فيها وتستدعي تفطر قلوب مسلمي المعمورة أسى وحزنا على دولة الإسلام وتمزيق ما بقي من سكان ممالكها بلا تفريق بين مسلميهم وذمييهم حيث عوقب فريق منهم بالصلب وانواع الإعدام والآخر بأجلائه عن وطنه ، ومع هذا فما زلنا نتأول صحة هذه الجرأة هربا وحذرا من لبسة تهمة التفرقة وبواعث الاختلاف حتى ظهر الخفا وانكشف الغطاء واتضح ان الدولة اصبحت في يدي أنور باشا وجمال باشا وطلعت بيك يحكمون فيها بما يشاؤن ويفعلون بها ما يريدون هذا كله من جهة ومن الأخرى صلبهم في آن واحد للواحد والعشرين رجلا من عظماء أفاضل المسلمين وكبراء نوابغ العرب .

 

عدا من صلبوه من قبل وهم الأمير عمر الجزائري والأمير عارف الشهابي وشفيق بيك المؤيد وشكري بيك العسلي وعبدالوهاب وتوفيق بيك البساط وعبدالحميد الزهراوي وعبدالغني العريسي ورفاقه ،هذا ما ابدوه من الأعمال أتينا به مختصرا تاركين الحكم فيه للعالم الإنساني عموما والعالم الاسلامي خصوصا ، وحسبنا برهانا على ما تكنه صدورهم نحو الدين والعرب ورميهم للبيت العتيق الذي أضافته العزة الأحدية لذاتها السبحانية في قوله تعالى :( وطهر بيتي للطائفين) وهي قبلة المسلمين وكعبة الموحدين بقنبلتين من قنابل مدافعهم ،وما انتهى امرهم بهذا حتى عززوا الاثنتين بثالثة في مقام ابراهيم وهذا عدا ما وقع منها في قبه المسجد الذي اتخذوه هدفهم الوحيد في غالب مقذوفاتهم بالقنابل والرصاص ومازالوا الثلاثة والأربعة في نفس المسجد كل يوم حتى تعذر على العباد القرب من البيت وفي هذا من الاستخفاف والازدراء بالبيت وعظمته وحرمته ما نترك القول والحكم فيه أيضا لعموم المسلمين في مشارق الارض ومغاربها .

 

نعم نترك الحكم في هذا الاستخفاف والازدراء للعالم الاسلامي ولكننا لا نترك كياننا الديني والقومي ألعوبه في أيدي الاتحاديين وقد يسر الله تبارك وتعالى للبلاد نهضتها كما وفقها بحوله وقوته لأخذ استقلالها وتكليل مساعيها بالفوز والنجاح بعد أن ضربنا على أيدي موظفيها بيننا ورجال حامياتها فاستقلت فعلا وانفصلت عن البلاد التي لم تزل تئن تحت سلطة المتغلبين من الاتحاديين انفصالا تاما مطلقا بكل معاني الاستقلال الذي لا تشوبه شائبة بداخلة أجنبية ولا تحكم خارجي جملة غايتها ومباديها نصرة دين الاسلام والسعي لإعلان شأن المسلمين وقائمة في كل أعمالها على أساس احكام الشرع الشريف الذي لا يكون لنا مرجع سواه لا مستند الا إياه في سائر الأحكام وكافة أصول القضاء وفروعه مع استعدادها لقبول كل ما ينطبق على أصول الدين ويلائم شعائره من أنواع فنون الترقي الحديث وأسباب النهضة الصحية ، باذلة كل ما في الجهد والطاقة لاعزاز العلم وتعميمه بين الناس على اختلاف الطبقات وعلى حسب الحاجة والاستعداد .

 

هذا ما قد قمنا به لأداء الواجب الديني علينا راجين من كافة اخواننا المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ان يؤدوا كذلك ما يرونه واجبا لنا عليهم بالنسبة لتحكيم روابط الإخاء الاسلامي رافعين أكف الضراعة لرب الأرباب ومتوسلين برسول الملك الوهاب أن يتولانا بالتوفيق ويمدنا بالهداية إلى ما فيه خير الاسلام والمسلمين والاعتماد على الله العلي الكبير وهو حسبنا ونعم النصير.

 

ومما يدل على أن الثورة لم تكن ثورة ضد الخلافة أن الشريف حسين بويع في 4 تشرين الثاني 1916 داخل الحرم ملكا على العرب وذلك بوجود الخليفة .

 

كما استقبل الملك حسين بن علي السلطان العثماني المخلوع محمد وحيد الدين في مكة استقبالا حافلا بتاريخ 21 كانون الثاني 1923 .

 

وفي 4 آذار 1924 وبعد ان أعلن المجلس الوطني التركي قراره بإلغاء الخلافة في مطلع آذار 1924 قامت وفود عربية من مختلف دول بلاد الشام والعراق والحجاز بمبايعة الحسين بن علي بالخلافة في عمان .

 

وفي الخامس من شعبان 1342 الموافق 11 آذار 1924 صدر منشور باسم الخليفة أمير المؤمنين الحسين بن علي جاء فيه : " إن إقدام حكومة أنقره على إلغاء منصب الخلافة الاسلامية هو الذي جعل أولي الرأي والحل والعقد من علماء الدين المبين في الحرمين الشريفين والمسجد الاقصى وما جاورها من البلدان والأمصار يفاجئوننا ويلزموننا ببيعتهم حرصا على إقامة شعائر الدين وصيانة الشرع المبين ".

 

وفي عيد الاضحى عام 1334 قال الحسين بن علي : " لأني احب قومي وبلادي وديني أكثر من أي شيء في هذا الوجود ولولا هذه المحبة ما نهضت هذه النهضة ولا تخطيت هذه العقبة" .

 

يقول محب الدين الخطيب الذي تولى رئاسة تحرير جريدة القبلة التي كانت تصدر في مكة المكرمة " ان المملكة العربية الهاشمية قد قامت على الإسلام والجمعة العربية" .

أخبار ذات صلة

newsletter