رؤيا -أ ف ب - أعلنت هنداروس السبت يوما وطنيا لمكافحة "البعوض النمر" الناقل لفيروس زيكا، كما تشهد دول أخرى من أمريكا اللاتينية تعبئة على نطاق واسع السبت لمكافحة هذا البعوض، فيما أعلنت كولومبيا، ثانية الدول الأكثر إصابة بهذا الفيروس بعد البرازيل، عن ثلاث حالات وفاة الجمعة نسبتها إلى الفيروس.
تشهد دول أمريكا اللاتينية تعبئة على نطاق واسع السبت، لمكافحة البعوض الناقل لفيروس زيكا خصوصا في هندوراس والبرازيل البلد الأكثر إصابة والذي بدأ فيه كرنفال ريو دي جانيرو.
وأعلنت هندوراس السبت يوما وطنيا لمكافحة "البعوض النمر" الذي ينقل أيضا حمى الضنك وتشيكونغونيا الاستوائيتين. كما أعلنت هذا الأسبوع حالة طوارئ وطنية بعد تسجيل قرابة 3700 حالة إصابة منذ أواسط كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وفي البرازيل، يتنقل عسكريون وعاملون في قطاع الصحة منذ أيام بين المنازل لتوزيع منشورات وإعطاء إرشادات للسكان. وتتوقع البرازيل قدوم قرابة مليون سائح إلى ريو دي جانيرو في نهاية هذا الأسبوع بمناسبة بدء الكرنفال الشهير.
فيما دعت الرئاسة البرازيلية في وقت سابق النساء الحوامل إلى الامتناع عن السفر إلى البرازيل لحضور أولمبياد 2016 وذلك تجنبا للإصابة بفيروس زيكا الذي يسبب تشوهات خلقية لدى المواليد.
وحذرت مديرة منظمة الصحة في الدول الأمريكية كاريسكا إيتيين الأربعاء من أن "حل المشكلة سيتم عبر القضاء على البعوض المسؤول عن نقل الفيروس"، وذلك إثر اجتماع طارئ لوزراء صحة 14 دولة من أمريكا اللاتينية تعهدوا التعاون للقضاء على الفيروس.
وبعد انتشار العدوى في 26 بلدا أصبحت القارة الأمريكية المنطقة الأكثر إصابة بالفيروس الذي تشبه عوارضه الأنفلونزا البسيطة ويمكن بالتالي تجاهلها مع أن عواقبها يمكن أن تكون خطيرة وأحيانا مميتة.
هل يسبب فيروس زيكا الوفاة؟
أعلنت كولومبيا الدولة الثانية الأكثر إصابة ثلاث حالات وفاة الجمعة نسبتها إلى الفيروس، موضحة أن الحالات الثلاثة سبقتها أعراض متلازمة غيلان- باري العصبية التي تظهر على شكل ضعف أو شلل تدريجي في الأطراف.
وحذرت مديرة المعهد الوطني للصحة مارثا لوثيا أوسبين من "ظهور حالات أخرى"، مشددة أن "العالم بدأ يدرك أن زيكا يسبب الوفاة، ربما ليس بأعداد كبيرة لكنه مميت".
وهذه المرة الأولى التي ينسب فيها مسؤول حكومي حالات وفاة إلى فيروس زيكا، الذي يشتبه أيضا بأنه يسبب تشوهات خلقية خصوصا صغر الجمجمة ما يؤخر النمو العقلي للأطفال لاحقا.
وأمام التزايد الكبير في عدد حالات صغر الجمجمة في أمريكا الجنوبية، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس حالة صحية عالمية طارئة.
تزايد أعداد المصابين
وفي البرازيل سجلت منذ تشرين الأول/أكتوبر 1,5 مليون حالة إصابة و404 حالات أطفال يعانون من صغر الجمجمة و3760 حالة أخرى يشتبه بارتباطها بالفيروس في مقابل 147 حالة مؤكدة في مجمل العام 2014.
والفيروس الذي لا يزال مجهولا تقريبا ولا لقاح له، يمكن أن ينتقل عبر الاتصال الجنسي كما تبين بعد إعلان عن حالة من هذا النوع في الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة، كما ان باحثين برازيليين اكتشفوا أن الفيروس يظل نشطا في اللعاب والبول. إلا أن العلماء يصرون على أن البعوض لا يزال العامل الأول في انتشار الفيروس.
وإزاء هذا التهديد، تضاعفت النصائح والإرشادات والتدابير في الأيام الاخيرة مع عمليات رش مبيدات للبعوض في أمريكا الجنوبية ودعوات للامتناع عن العلاقات الجنسية أو إلى استخدام الواقي الذكري وحتى الإبلاغ عن أي تبرع بالدم بعد العودة من مناطق إصابة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وفي أمريكا اللاتينية حيث الإجهاض محظور، عممت العديد من الحكومات من بينها السلفادور وكولومبيا والإكوادور نصائح بتفادي الحمل.
إلا أن المفوضية العليا لحقوق الانسان اعتبرت أن هذه النصائح غير مجدية وأوصت في المقابل بتوفير وسائل منع الحمل وإمكان إجهاض مبكر للحمل في حال الإصابة.