رؤيا - أ ف ب - وعد الامير الاردني علي بن الحسين، المرشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بان يخلص السلطة الكروية العليا من الفساد المستشري فيها وبان يجعلها "تلتحق بالقرن الحادي والعشرين".
واعرب رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم في مقابلة مع وكالة فرانس برس اليوم السبت من العاصمة اليابانية طوكيو، عن ثقته بالفوز في انتخابات رئاسة فيفا المقررة في شباط المقبل، وذلك بعد ان خسر انتخابات ايار/مايو الماضي لمصلحة السويسري جوزف بلاتر الذي قرر التخلي عن ولايته الخامسة بسبب تهم الفساد التي تلاحقه والتي ادت الى ايقافه بصحبة رئيس الاتحاد الاوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني لمدة 90 يوما.
وقال الامير علي: "انا على ثقة بان الاتحادات الوطنية الـ209 ستتخذ القرار الصحيح هذه المرة. انا قادم من اتحاد وطني والكثير منا سئم مما يحصل. هناك رغبة حقيقية بالمضي قدما. اريد ان اقلب الهرم من اجل تحويل فيفا الى منظمة خدماتية. حان الوقت لالتحاقه بالقرن الحادي والعشرين".
ورفض الامير علي التطرق الى تهم الفساد الموجهة الى بلاتر وبلاتيني الذي كان المرشح الاوفر لخلافة السويسري قبل ان توجه اليه تهمة تلقي "دفعة غير مشروعة" من السويسري عام 2011 بقيمة مليوني دولار لقاء خدمة قام بها لمصلحة فيفا بين 1999 و2002، مكتفيا بالقول: "انها عملية جارية حاليا ومرتبطة بلجنة الاخلاقيات".
وتابع الامير علي الذي تخلى عن منصبه في اللجنة التنفيذية لفيفا بعد خسارته امام بلاتر بواقع 73 صوتا مقابل 133 للاخير: "يحتاج الامر الى الوقت من اجل اصلاح سمعة فيفا ويحتاج الامر الى الوقت ايضا من اجل تغيير الثقافة".
ومن المقرر ان يصدر الاثنين قرار محكمة لجنة الاخلاقيات في فيفا بحق بلاتر وبلاتيني وقد اعتبر الامير علي بان فيفا يناضل من اجل البقاء على قيد الحياة بعد سلسلة الاعتقالات التي طالت كبار مسؤوليه والتي بدأت مع المداهمة التي قامت بها السلطات السويسرية للفندق الذي استضاف الوفود المشاركة في انتخابات ايار/مايو الماضي واعتقال 7 من المسؤولين الكبار بطلب من القضاء الاميركي.
"لا اعتقد ان احدا متفاجىء من تواصل الامور في هذا الاتجاه"، في اشارة الى تواصل مسلسل الاعتقالات وتهم الرشوة والفساد في كرة القدم العالمية، مضيفا: "اذا لم نقم بما هو صحيح هذه المرة فهناك مخاوف من ان الامور (التي تحصل حاليا) ستتواصل".
وتابع الامير الاردني الذي زار حوالي 80 دولة من اجل استقطاب الاصوات: "من المصيري ان تقام الانتخابات وفي موعدها المحدد. بصراحة، لقد سبق ان خسرنا هذا العام"، مع تحديد 26 شباط/فبراير المقبل كموعد للانتخابات الاستثنائية.
ورأى الامير علي بان بلاتر الذي استقال من منصبه بعد اربعة ايام على انتخابه لولاية خامسة لكنه احتفظ بمهامه بانتظار انتخاب خلف له في شباط/فبراير قبل ان يتم ايقافه، يتحمل في نهاية المطاف مسؤولية الازمة التي يعيشها فيفا، مضيفا: "اذا كان هناك رئيس فعليه ان يتحمل مسؤولية كل شيء. من المهم ان يتم الكشف الكامل عن كل ما يحصل في هذه المنظمة. يجب ان يكون هناك رئيس مسؤول، خاضع للمساءلة. انه المنطق السليم".
ويواجه الامير علي منافسة في انتخابات 26 شباط/فبراير المقبل من المسؤول السابق في فيفا الفرنسي جيروم شامبانيي، امين عام الاتحاد الاوروبي السويسري جياني اينفانتينو، رجل الاعمال الجنوبي افريقي طوكيو سيكسوايل ورئيس الاتحاد الاسيوي الشيخ البحريني سلمان بن ابراهيم، فيما ينتظر بلاتيني الحكم الذي سيصدر بحقه.
وعلق الامير علي على موضوع المنافسة قائلا: "اذا لم تكن هناك تدخلات خارجية او خرق للاجراءات الانتخابية، فسأفوز. اعلم باننا فوتنا فرصة حقيقية في ايار/مايو. كان بالامكان ان نتواجد الان في مكان مختلف تماما لو حصلت الامور بشكل مختلف (لو فاز)".
وواصل: "من الامور التي سمعتها ان الناس يشعرون بحرج ارتداء شارة فيفا، وهذا يرمز الى حجم المشكلة. لو كنت الرئيس، لاعتمدنا الانفتاحية والشفافية في تصرفاتنا وليس بالكلام وحسب. اذا وضعنا مسائل الفساد جانبا، ما كان يعتبر قبل 20 او 30 عاما مقبولا لم يعد كذلك اليوم".
ورأى الامير ان مقر فيفا في زيوريخ كمبنى يشكل مرآة لما يجري في لجنته التنفيذية كون القاعة المخصصة للاجتماعات تقع في الطابق الثالث تحت الارض، قائلا: "تجربتي الاولى في هذا المبنى وانا انزل ثلاثة طوابق تحت الارض الى غرفة داكنة رمادية --- شيء جنوني وليس حتى صحي. يجب ان تكون في الخارج، في الطوابق العليا من اجل ان تصلك اشعة الشمس. انها اجواء غريبة للغاية".
وتابع: "انها ثقافة حيث يخاف الناس من التحدث او التعبير عن رأيهم. اذا اظهرت مبادرة، فانت تشكل تهديدا. هذه كانت تجربتي في اللجنة التنفيذية: +التزم الصمت، لا تقول اي شيء وستكون امورك على ما يرام+. هذه هي الثقافة واريد تغييرها".