رؤيا – أمين العطلة – رعى الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، مساء الثلاثاء حفل إطلاق كتاب "المسيحية العربية والمشرقية: دراسة تاريخية" لمؤلفه الأرشمندريت جورج أبو سعدى، بمقر النادي الأرثوذكسي في عبدون.
وحضر الحفل الذي أقامه المعهد الملكي للدراسات الدينية بالتعاون مع اللجنة الثقافية في النادي الارثوذكسي، عدد من الوزراء والأعيان ورجال الدين المسيحيين والمسلمين واليهود.
ويقول سمو الأمير الحسن في تقديمه للكتاب "يأتي هذا الكتاب للأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى في وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى المزيد من البحث المعمق والجاد في التاريخ العربي المسيحي. ويتناول في هذه الدراسة أصول النصارى والمسيحيين في الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق وشمال أفريقيا، قبل ظهور الإسلام وبعد ظهوره، ومواقع سكناهم وانتشارهم، والتواريخ الصحيحة لقبولهم الإيمان المسيحي، والكيانات السياسية التي أوجدوها عبر المراحل التاريخية. كما يعالج الكاتب دورهم الحضاري في الحياة العامة خلال العصور الإسلامية المختلفة، وإسهاماتهم في الحوار المسيحي – الإسلامي، ومصيرهم الحالي في ظل ما يسمى الربيع العربي".
ويضيف سموه "لا يدور السؤال الآن حول مستقبل المسيحيين العرب، وإنما العرب جميعاً ومصيرهم المشترك. فعلينا جميعاً؛ مسلمين ومسيحيين، الصمود في وجه هذه التحديات، والتشبث بالوطن، والاستمرار في النهوض بالدور الحضاري المأمول مهما غلت الأثمان وكلف الأمر من تضحيات".
من جهته قال الكاتب الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى عن أسباب تأليفه للكتاب"هنالك أسباب ثلاثة أولها التذكير بالعرب المسيحيين من أجل إبقائهم في الأذهان ومنع أجيالهم الناشئة من مساوئ النسيان والسبب الثاني التعريف بدور المسيحية في النهضة العرب وترقية الفكر والاّداب العربية والثالث هو الإعلام بحاضر المسيحية وواقعها ووجودها ومعاناتها وسط مجتمع مشرقي عربي تسوده المرجعية الدينية".
ويقسم الكتاب الى ثلاث أقسام رئيسية يتحدث كل منها عن حقبة تاريخية معينة القسم الأول الوجود المسيحي من العنصرة حتى ظهور الإسلام في الجزيرة العربية (30-610 م) ,القسم الثاني : المسيحيون في ظل الإسلام الديني والسياسي (610 – 1917 م) ,القسم الثالث : مسيحيو الشرق في الحقبة الحديثة والمعاصرة ( القرنان 20 – 21).
ويذكر أن الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى من مواليد بيت ساحور في فلسطين، وهو راهب ينتمي إلى الرهبانية الباسيلية المخلّصية. حصل على اللقب الأول في الفلسفة واللاهوت من جامعة الروح القدس – الكسليك في لبنان. وحصل على الماجستير في موضوع لاهوت الكتاب المقدس من جامعة الغريغوريانا الحبرية في روما. وهو حالياً رئيس رعية مار إلياس للروم الملكيين الكاثوليك والرئيس الرهباني ووكيل الرهبانية في الأراضي المقدسة. وله أعمال موسيقية بيزنطية متعددة ومؤلفات أكاديمية لاهوتية.