رؤيا - بترا - اكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ان التحديات التي تفرضها البيئة الإقليمية المحيطة بالأردن وما تشهده من احداث "هي كارثة عمت على الأمة الاسلامية ككل".
جاء حديث رئيس الوزراء خلال مشاركته في جلسة حوارية حول أجندة الاصلاح بمشاركة كل من رئيس الوزراء المغربي عبدالاله بن كيران ونائب رئيس جامعة كولومبيا الدكتور صفوان المصري وعبدالله الجناحي من قيادات القطاع الخاص.
وبين النسور ان الاوضاع التي يشهدها الاقليم علاوة على كونها فرضت تحديات امنية على الاردن وأضرت باقتصاده في قطاعات التجارة والنقل والسياحة، فإن "الخاسر الأكبر في هذا الذي يجري في المنطقة هو ديننا الإسلامي الحنيف الذي تم تصويره على أنه شيء ظالم ودموي لا يرحم".
واضاف، "إن اول ما علينا فعله هو عرض الدين الاسلامي كما هو بسماحته وانفتاحه وقبوله للآخر وبعالميته وحضاريته وتقدميته، كون الاسلام مساهما كبيرا في الحضارة الإنسانية"، موضحا ان "هذه الغارة على المنطقة والاسلام تزامنت مع ظهور الربيع العربي الذي بدا واعدا لو لم يجد مقاومة من الأنظمة التي شرعت في الاستعداد لمقاومة هذا الجديد".
واكد رئيس الوزراء ان الاردن اختلف عن غيره من الدول بفضل قيادته المستنيرة وشعبه الواعي, وأن "الاردن اختلف عن غيره من الدول كليا بقيادته المستنيرة الواعية والحضارية المنفتحة على العالم والتي لا تحتاج إلى ان يقوم الشعب بدفعها او إلزامها او مطالبتها بتطبيق الديمقراطية او غيرها من المطالبات الإصلاحية كون القيادة الاردنية كانت سباقة في الاصلاحات منذ سنوات مضت"، مؤكدا "اننا لم نسمع صوتا واحدا يطالب بتغيير قيادة هذا البلد أو إسقاط هذا البلد".
وأوضح ان الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وحكومته، سار في طريق الإصلاحات العميقة وليست السطحية أو التأجيلية، وليس لإضعاف المطالبة أو الالتفاف عليها، عارضا للإصلاحات الشاملة التي نفذها وينفذها الاردن في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
من جهته أبرز رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران، خصوصية المغرب الذي عاش "الربيع العربي" بطريقة خاصة، عازيا ذلك الى أن الملكية في المغرب انتبهت مبكرا إلى أن الأمور تتغير ولا بد بالتالي من إصلاحات.
وقال رئيس الحكومة المغربية إن هذه الإصلاحات التي شملت "مجال المصالحة من خلال تشكيل هيئة الإنصاف والمصالحة لمعالجة ماضي انتهاكات حقوق الإنسان، والمصالحة السياسية من خلال الحوار مع اليسار توجت بتشكل حكومة التناوب".
وأكد أن جلالة الملك محمد السادس أبدى إرادة في السير بسرعة أكبر بالإصلاحات، كما استجاب لتطلعات الشعب المغربي من خلال تعديل الدستور سنة 2011، مشيرا إلى المشاكل التي واجهته عند تحمل مسؤولية رئاسة الحكومة وأولها مشكلة الميزانية، واتخاذ إجراءات بالخصوص قرار تحرير المحروقات وتحسين أوضاع العمال.
من جهته قال صفوان المصري نائب الرئيس التنفيذي للمراكز العالمية والتنمية العالمية بجامعة كولومبيا إن إحدى الدراسات أظهرت أن 50 بالمئة من طلاب المنطقة لا يتعلمون شيئا في المدارس بسبب طريقة التعليم والتحصيل حيث أن المعلمين يدربون الطلبة على حفظ الإجابات الجامدة.
ونبه إلى أن هناك عملية متعمدة للتقليل من الشأن والفكر العربي، قائلا "إننا نحصد بذور ما قبل 70 عاما جراء ما خلفه الاستعمار، وعلينا أن نغير النظم التعليمية كي تتجذر هذه الاصلاحات على المستوى الطويل".
وكان محرر شؤون اوروبا في مجلة تايم الذي ادار الحوار اشاد بالإصلاحات التي نفذها الاردن في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ظل الظروف والتحديات التي تمر بها المنطقة وتحمله لأعباء استضافة اللاجئين السوريين.