رؤيا- كورة- يومٌ لك .. وآخرُ عليك ، هكذا هي الدُنيا وتلك المستديرة ليست بمنأى عن هذه القاعدة ولم تُسمى ب" كرة " إلَّا أنَّها لن تثبت على حال .
بالأمس القريب جمهور ريال مدريد احتفل بالعاشرة بعد ما أرهب أوروبا كل أوروبا ، احتفل بكأس الملك أمام غريمه الأول برشلونة ، احتفل بسوبر أوروبي وبكأس العالم للأندية مُتوجاً نفسه سيداً عالمياً وهو لا يحتاج أساساً لهذا التأكيد فأرقامه ولقب " نادي القرن " يكفي لذلك .
واليوم .. ريال مدريد يُودع مُنافسات معشوقته ذات الأذنين ، يودع الكأس ويودع بنسبة 99.9% لقب الليجا لتنتهي حكاية موسم عايش فيه الجمهور المدريدي نُسخة سيئة لفريقه تمنى لو أنَّ الزمن لم يمر عليها وبقي عند ذلك التاريخ الذي يحمل رقم الرابع والعشرين من مايو 2014 .. تاريخُ العاشرة .
16 سبتمبر 2014 و 13 مايو 2015 .. أعتقد أنَّ مدريدياً لن يختلف على أنَّ هذين التاريخين يمثلان بداية ونهاية الموسم والمُنافسة على الألقاب الثلاثة ( دوري - كأس - شامبيونز ) .. والآن مع النهاية .. بوحٌ كبير في القلب حول الموسم المدريدي سأحاول أن أتناوله من خلال نقاط موجزة قدر الإمكان على جُزئين .. الأول سأتناول فيه الحديث عن أنشيلوتي ، قبل أن أتطرق لبقية النقاط في الجزء الثاني من المقالة لاحقاً ..
● أنشيلوتي .. لا يختلف اثنان على تاريخ هذا المدرب وعلى إنجازاته الأربع في أول موسم مع ريال مدريد لكن هذا الإيطالي المُخضرم استفاد من فريق قام ببنائه جوزيه مورينيو .. بطبيعة الحال ، لمَ هذه الوجهة في النظر ؟ ببساطة لأنَّ مورينيو صنع فريقاً يُرعب أوروبا ولا ينقصه سوى السلام وهو ما صنعه أنشيلوتي فعلاً لذا مورينيو لو تخلى عن شخصيته الخاصة التي يرفض بأن ينحني من خلالها لأي اسم في الفريق كان حقق العاشرة واستولى على أوروبا .
من يتذكر ليلة 24 مايو ويتذكر التشكيلة العامرة بالهفوات من الإيطالي ( البدء بخضيرة الذي غاب عن نصف الموسم على سبيل المثال ) ربما هناك رأي أنَّ العاشرة صنعتها روح اللاعبين والهاجس الذي تملكهم نحو العاشرة ، صنعتها رأس راموس ومهارة دي ماريا والتوفيق الذي حالف بيل مؤخراً بتلك الرأسية وليس بخطة ذلك الإيطالي .
● من يُتابع أنشيلوتي سواءً في الموسم المنقضي أو هذا سيرى الأخطاء التي وقع فيها في الليجا وكررها لمرة واثنتين وثلاث ومع كل مرة يخرج بمؤتمر صحفي يقول :" هُناك أخطاء سنحاول إصلاحها " .. انتهى الموسم والإيطالي لا يزال يُحاول .
سجل أنشيلوتي التدريبي الذي بدأ في 1996 كمدرب ريجينا الإيطالي ويستمر حتى عامنا هذا 2015 ( 19 موسم ) حقق خلالها فقط 3 ألقاب ليجا لذا لم غريبا حين قضى موسيمين في مدريد تطير من يديه الليجا بشكل يُعطيك الفكرة الأنسب عن قدراته في بطولات النفس الطويل .
● بطبيعة الحال صوتٌ سيقول وما ذنب أنشيلوتي لعدم وجود دكة بدلاء لديه ؟ وما ذنب أنشيلوتي بالإصابات ؟ الخ .. والرد يكون ولمَ التخلي عن لاعبين وعدم انتداب بدلاء عنهم مع مطلع الموسم ؟ أيُعقل أنَّ هُناك مدرب لا يعي طول الموسم وما قد يختلط به من إصابات وغيابات وعثرات ؟؟ أيُعقل أنَّ أنشيلوتي ( المدرب ) لم يُدرك ذلك ؟
صوتٌ آخر يرد .. وما ذنب أنشيلوتي ؟ أليس بيريز من تخلى عن دي ماريا ؟ والرد .. وما أدرانا أنَّ بيريز هو من تخلى عنه ؟ ولنفرض جدلاً أنَّ بيريز هو من تخلى عنه أين شخصية المدرب التي تفرض ما تريده على رئيس النادي كما فعل مورينيو مع ريال مدريد .
● نقطة أخرى لا بُدَّ منها حين الحديث عن أنشيلوتي في هذا الموسم وهي لماذا استقطب تشيتشاريتو ؟ سؤال يبعث الحيرة بدون أدنى شك والجمهور المدريدي رأى في كثير من المناسبات أنَّ تشيتشاريتو ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالدقيقة (80) حتى في الأوقات التي كان بها الفريق بأمس الحاجة لخدماته في ظل فشل بنزيما هجومياً مع زملائه رونالدو وبيل .
● وأخيراً حول الإيطالي .. أنشيلوتي حاول ربح الصحافة وكسبها فعلاً لكن خسر موسماً حين جامل إيكر كاسياس قائد الفريق بإشراكه بكل مباريات الفريق وإجلاس كايلور نافاس أفضل حُراس الليجا في الموسم الماضي على دكة البدلاء لأجل تجنب الصحافة .. تجنبها وخسر ريال مدريد كثير من المباريات بسبب كاسياس ولعلَّ العاشرة كادت أن تطير أيضاً بهفوة كاسياس أمام جودين في نهائي لشبونة قبل أن يُنقذ راموس برأسه رأس أنشيلوتي وكاسياس من مشنقة الإنتقادات آنذاك .