رؤيا - علي الاعرج - يواجه إقليم الشرق الأدنى و شمال أفريقيا تحديات متعددة فى تلبية احتياجاته المتعلقة بالأمن الغذائى والتغذية. فقد وصل عدد الناس الذين يعانون من نقص التغذية بالإقليم إلى أكثر من الضعف منذ عام 1990، ليسجل حوالى 33 مليون فرد طبقاً لتقرير الأمم المتحدة حول الجوع 2014. ومن ناحية أخرى، تتزايد نسب البدانة وزيادة الوزن بطريقة مزعجة فى كل بلدان الإقليم.
وتتمثل التحديات الأساسية التى تواجه الأمن الغذائى والتغذية بالإقليم فى محدودية الموارد الطبيعية، خصوصا الأراضى والمياه والمعدلات المرتفعة لتزايد السكان المصحوبة بزيادة البطالة ونمو التحضر مع المعاناة من آثار تغير المناخ. كما تفاقم الأزمات والصراعات المحتدمة فى العديد من البلدان فى تعقيد المشكلة، حيث بات الإقليم ككل يعتمد بصورة هائلة على الأسواق الدولية فى وارداته الغذائية
وتقديراً للتحديات الملحة للأمن الغذائى والتغذية التى يواجهها الإقليم، ينظم مكتب الفاو الإقليمى للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، وأمانة لجنة الأمن الغذائى العالمى بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمى ورشة العمل الإقليمية الرابعة لأصحاب المصلحة المتعددين حول الأمن الغذائى والتغذية، تحت رعاية دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور.
ورشة العمل التى تستمر يومين هي حدث تعاوني يوفر منبراً يجرى من خلاله ممثلو البلدان، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص من جميع أنحاء إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا حوارات حول السياسات، ويناقشوا آليات التقارب والمزيد من التنسيق على المستويات الإقليمية والوطنية.
وقالت السفيرة/ جيردا فيربيرج، رئيس لجنة الأمن الغذائى العالمى: إن المعركة ضد الجوع لا يمكن أن نفوز بها وحدنا، فانعدام الأمن الغذائى وسوء التغذية فى العالم يظل مشكلة كل انسان. وأضافت بأن التقاء اصحاب المصلحة للعمل سوياً على المستويات الإقليمية والوطنية يمكن أن يوفر فرصاً للإقليم لأن يتقدم فى معركته ضد الجوع. وألقت الضوء على لجنة الأمن الغذائى العالمى بانها منبر دولى وحكومي شامل لكل أصحاب المصلحة للعمل معاً لصالح الأمن الغذائى والتغذية.
كما تدعم ورشة العمل وتحضرها جامعة الدول العربية، وأعضاء آلية التنسيق الإقليمية، والجماعة الفكرية العاملة حول الأمن الغذائى والتغذية، وممثلو حكومات 14 دولة ومجموعة واسعة من أصحاب المصلحة تشمل وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية، والمؤسسات المالية الإقليمية ومعاهد البحوث الزراعية، والمنظمات غير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والأكاديميات العلمية والخبراء المعنيين.
ستناقش ورشة العمل الأخذ بأدوات توجيه السياسات التى تم تطويرها خلال المشاورات المتعددة لأصحاب المصلحة مثل تلك التى تمت المصادقة عليها على المستوى العالمى خلال الدورة الأخيرة للجنة الأمن الغذائى العالمى فى أكتوبر/تشرين الأول 2014، بما فيها مبادئ الاستثمار المسئول فى الزراعة ونظم الأغذية، والتوصيات السياسية حول الفاقد من الغذاء والمهدر منه فى سياق نظم الأغذية المستدامة، وكذلك أيضاَ إعلان روما حول التغذية و إطار العمل اللذين صدرا عن المؤتمر الدولى الثاني للتغذية الذى عقد فى نوفمبر/تشرين الثاني 2014. كما ستناقش الورشة إطار عمل لجنة الأمن الغذائى العالمى للأمن الغذائى والتغذية فى الأزمات المتفاقمة الذى يتم حالياً صياغته للتصديق عليه من قبل الدورة الثانية والأربعين للجنة الأمن الغذائى العالمى التى ستعقد فى أكتوبر/ تشرين الأول 2015.
ودعماً للجهود الاستراتيجية للبلدان الأعضاء فى الحد من الفاقد من الغذاء والمهدر منه فى إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، ستستضيف الفاو حدثاً يوم 30 أبريل 2015 بجانب ورشة العمل، لإطلاق الشبكة الإقليمية للفاقد والمهدر من الغذاء، وذلك لتبادل المعرفة والمعلومات والخبرات فى هذا المجال.
وأوضح السيد/ عبدالسلام ولد أحمد، المدير العام المساعد للفاو والممثل الإقليمى للشرق الأدنى وشمال أفريقيا بقوله: إن تحديات الأمن الغذائى والتغذية فى الإقليم تظل مصدراً لقلق صانعي السياسات، ولكن الجهود التعاونية الإقليمية تمضى قدماً حيث تعزز بلدان الإقليم جهودها لتحقيق الأمن الغذائى على الرغم من الوضع الحالي.
ستعد الفاو و لجنة الأمن الغذائى العالمى تقرير الورشة مع قائمة بالخطوات القادمة والتوصيات. وسيتم أخذ ذلك فى الاعتبار فى عملية الحوار الإقليمى بشأن السياسات.