هكذا انتهى الصراع على قيادة الإخوان بالأردن.. العضايلة يزيح منصور بصوت واحد

الأردن
نشر: 2024-05-22 13:53 آخر تحديث: 2024-05-22 14:15
مراد العضايلة وحمزة منصور
مراد العضايلة وحمزة منصور

في تطور جديد على الساحة الحزبية بالأردن، أسفرت الانتخابات الداخلية لجماعة الإخوان المسلمين عن انتخاب مراد العضايلة مراقباً عاماً جديداً للجماعة.

وقال الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور محمد أبو رمان، إن العضايلة، الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي، نجح في التفوق على القيادي العريق حمزة منصور بفارق صوت واحد فقط.


اقرأ أيضاً : "العمل الإسلامي" يقرر المشاركة في الانتخابات المقبلة والعضايلة يوضح لـ"رؤيا"


وأضاف أبو رمان أن مراد العضايلة سيضطر إلى التخلي عن منصب الأمين العام في جبهة العمل الإسلامي لشخصٍ آخر إلى حين الانتخابات التنظيمية في الحزب، إذ لا يجوز للعضايلة الترشح لمنصب في الحزب مرة أُخرى بعدما استمر دورتين أميناً عاماً له.

وأشار إلى أن انتخاب العضايلة يعكس صراعاً داخل أروقة الجماعة بين تيارين رئيسيين: تيار يقوده العضايلة وآخر بقيادة زكي بني ارشيد، وكلاهما محسوب تقليدياً على الجناح الصقوري في الجماعة والحزب.

وبين أبو رمان أن الصراع بين التيارين يعود إلى انشقاق التيار المعتدل في الجماعة، والذي ضم قيادات بارزة مثل عبد المجيد ذنيبات وعبد اللطيف عربيات وعبد الحميد القضاة، الذين تُوفوا، وانضموا إلى أحزاب جديدة بعد عام 2015 مثل حزب زمزم والشراكة والإنقاذ. في هذه الأثناء، يسعى بني ارشيد إلى سد الفراغ الذي تركه المعتدلون، محاولاً تشكيل تيار وسطي جديد يضم نخبة من القيادات الشابة في الجماعة.

وتابع أنه رغم الانشقاقات والصراعات الداخلية، تمكن العضايلة وتياره من الحفاظ على مواقعهم القيادية في جبهة العمل الإسلامي، وانتقلوا مؤخراً إلى قيادة الجماعة. بني ارشيد، من جهته، لا يزال يمثل رقماً صعباً في الحسابات الداخلية للجماعة رغم التحديات التنظيمية العديدة التي واجهها، بما في ذلك تجميد عضويته.

"في السياق نفسه، قامت الجماعة بتحولات كبيرة في خطابها الأيديولوجي والسياسي، متبنية وثيقة سياسية جديدة تعبر عن قبولها بالديمقراطية والدولة المدنية، متخلية عن شعار "الإسلام هو الحل" ومجموعة من التوجهات التقليدية الأخرى. شملت التعديلات استدخال المرأة والشباب في مواقع القيادة، والفصل بين انتخابات الحزب والجماعة"، وفقا لأبو رمان.

ورأى أبو رمان أن الأوضاع الحالية بين الجماعة والدولة الأردنية تشهد توتراً مستمراً، تفاقم بعد الاحتكاكات الأخيرة على خلفية الاحتجاجات المرتبطة بغزة واعتقال مئات من أفراد الجماعة.

ولفت إلى أن التقارير الأخيرة التي تتحدث عن خلية مرتبطة بحركة حماس وإيران زادت من حدة هذا التوتر، رغم نفي بعض المسؤولين لهذا الاتهام واعتباره مبالغاً فيه.

ويضيف أبو رمان، أنه في مفارقة لافتة، أعلنت الجماعة مشاركتها في الانتخابات النيابية المقبلة، بعد يوم واحد من انتخاب التيار "المتشدد" بقيادة العضايلة. هذا الإعلان يُفهم على أنه محاولة لردم الفجوة المتنامية مع مؤسسات الدولة، رغم التحديات الكبيرة التي قد تحول دون تحقيق ذلك. في الوقت نفسه، يُتوقع أن تشعر مؤسسات الدولة ببعض الارتياح لمشاركة الجماعة في الانتخابات، كونها تمثل القوة المعارضة الكبرى في البلاد والأكثر قدرة على تمثيل قاعدة اجتماعية مهمة، لا سيما الأردنيين من أصول فلسطينية.

أخبار ذات صلة

newsletter