شيع أردنيون، الثلاثاء، جثمان رجل الاستخبارات والسياسة والدبلوماسية نذير الرشيد، إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه - السلط.
اقرأ أيضاً : الخصاونة ينعى مدير المخابرات والوزير الأسبق نذير رشيد
وشارك في تشييع الجثمان رئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي ورؤساء وزراء سابقون ورجال دولة من مختلف القطاعات ضمن حشود المشيعين.
وكان رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة نعى اليوم الثلاثاء، مدير المخابرات ووزير الداخلية الأسبق نذير رشيد، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء في خدمة وطنه وقيادته الهاشميَّة.
وأعرب الخصاونة عن أصدق التعازي والمواساة برحيل الفقيد، الذي كان أحد رجالات الأردن البارزين، وقدم خدمات جليلة للوطن وقيادته وأبنائه في جميع مواقع المسؤولية التي تبوأها، المدنية منها والعسكرية.
كما أشاد رئيس الوزراء بمناقب الفقيد الذي عمل بإخلاص، وسعى بجد من أجل خدمة القيادة الهاشمية ورفعة الأردن وقضايا الأمتين العربية والإسلامية.
وكان الراحل عن 95 عاماً لاعباً بارزاً في خدمة العرش وحماية الوطن على امتداد النصف الثاني من القرن العشرين.
وشارك في تشييع الجثمان رئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي ورؤساء وزراء سابقون ورجال دولة من مختلف القطاعات ضمن حشود المشيعين.
وعُرف وزير الداخلية الأردني ومدير المخابرات العامة الأسبق بشخصيته العسكرية الصارمة على امتداد خدمته بعد انتقاله من خندق المعارضة إلى الموالاة في منتصف القرن الماضي. واختزل الرشيد سيرة حياته في كتاب "مذكراتي؛ حساب السرايا وحساب القرايا".
بدأ حياته الدراسية في كلية بغداد العسكرية في أربعينيات القرن الماضي، حين كانت تحت العرش الهاشمي حتى 1958.
عايش نذير الرشيد اغتيال مؤسس الأردن الحديث الملك عبد الله الأول على عتبات المسجد الأقصى في 1951. وكان ضمن كوكبة الضباط الأردنيين الأوائل في الجيش العربي، حين انتقلت الراية عام 1952 إلى الملك طلال، ثم خدم في عهد الملك الباني الحسين بن طلال (1953-1999).
في بداية حياته العسكرية، اتهم الرشيد بالانتماء إلى تنظيم الضباط الأحرار والتخطيط لانقلاب عسكري عام 1957. وبعد صدور حكم غيابي بحقه، غادر البلاد متنقلا بين سوريا ومصر ولبنان، حيث تطوّع عام 1958 ضمن مجموعات لبنانية معارضة.
وظلّ خارج الوطن حتى عام 1965، حين أصدر الحسين عفواً عاما عن معارضيه. وبعد ثلاث سنوات، انضم الراحل إلى جهاز المخابرات العامّة برتبة رائد، حين كانت البلاد تموج باضطرابات داخلية وحرب استنزاف مع كيان الاحتلال بعد عام على وقوع الضفة الغربية تحت الاحتلال.
وشهد نذير الرشيد أحداث معركة الكرامة، قبل أن يتسلم إدارة المخابرات العامة عام 1970.
وبعد أن عين سفيرا في المغرب عام 1973، انتقل الرشيد للعمل في القطاع الخاص، حتى اختاره الحسين بن طلال عضوا في مجلس الأعيان في 1989 ثم وزيرا للداخلية عام 1997.
ويطوي غيابُه صفحات مفصلية في تاريخ الأردن الحديث، لعب الرشيد خلالها دوراً محوريا في مواقع عسكرية، سياسية، دبلوماسية وتشريعية.