على شاطئ البحر الأحمر، على وقع دندنات سمسمية بأوتارها السجية، حيث استعد صيادو الأسماك في قواربهم البدائية، العائدين من أعماق خليج العقبة، محمّلين بغنائمهم الطازجة التي اصطادوها بشباكهم، وقبل أن تعرض في السوق، بادروا بعرضها في سوق الأسماك، الذي رأى النور بعد طول انتظار.
اقرأ أيضاً : أتمتة 157 خدمة إلكترونية في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية
يمتد السوق على الشاطئ الأوسط على مساحة تقارب الألفي متر مربع، بجوار مرسى الصيادين، وتم تجهيزه بتصميم ملفت يسهل عرض وبيع الصيد مباشرة، إضافة إلى توفير مرافق ومعدات الصيد.
تم عرض الأسماك المصطادة من خليج العقبة لأول مرة في السوق بقرار من سلطة منطقة العقبة مطلع هذا العام، بهدف الحفاظ على الثروة السمكية وتهيئة الفرصة للتكاثر، مما يساهم في استدامة المخزون السمكي وحماية الأنظمة البيئية البحرية الفريدة.
يتمتع صيادو خليج العقبة بطقوس خاصة ترتبط بالمهنة التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم منذ مطلع القرن الماضي.
يتميزون بملابس خاصة ومأكولات تعتمد أساسًا على الأسماك، وتتجلى مهاراتهم في طقوس زفافهم واحتفالاتهم، التي تنسجم مع الفلكلور الشعبي والأغاني والرقصات على أنغام السمسمية.
تعيش في مياه خليج العقبة أكثر من 450 نوعًا من الأسماك من إجمالي 1,300 نوع تعيش في البحر الأحمر، تنتمي إلى 13 عائلة من الأسماك الغضروفية و78 عائلة من الأسماك العظمية.
يقدر عدد الصيادين المسجلين في جمعية صيادي العقبة بنحو 90 صيادًا، بينما يمارس هواة الصيد خارج إطار الجمعية، بعدد يفوق 300 صياد، والعديد منهم يعتمدون على صيد السمك للعيش، وذلك عبر المياه الإقليمية الأردنية التي تمتد لمسافة تقدر بحوالي اثني عشر ميلاً، فيما يمتد شاطئ العقبة بطول 27 كيلومترًا.