قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، إن الاحتلال الإسرائيلي دمر غزة، وشرد ثلثي أهلها، أحالت مدارسها ركاماً، بيوتها خراباً، حواريها أطلالاً.
وأضاف الصفدي خلال كلمة الأردن في أعمال الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، في نيويورك، الخميس، أن عدوان الاحتلال عرى همجية عقلية عنصرية انتقامية، لا تكترث بقيمة إنسانية، ولا تحترم قانوناً دولياً، تغذيها الكراهية، ويتيح جرائمها عجز دولي، وانتقائية في تطبيق المواثيق الدول.
اقرأ أيضاً : الصفدي من مجلس الأمن: سكان غزة يواجهون المجاعة والتجويع
وأشار إلى أن الاحتلال قتل ما يقرب من 34 ألف فلسطيني، بينهم 13 ألف طفلٍ، ومثلهم من الأمهات العزل، بعضهن برصاصها، وأخريات بحصارها، الذي وظف الجوع سلاحاً، والتعذيب انتقاماً.
وتابع الصفدي: "الوطن الحر هو حق للشعب الفلسطيني لن يموت، لأن وراءه شعب كامل يطلبه. لن يقتله قهر الاحتلال، أو حروبه، أو استيطانه، أو إرهاب مستوطنيه، أو محاولات تغيير الوضع التاريخيّ والقانوني في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ومحاصرة حرية العبادة.
وأكد وزير الخارجية أنه لن يتحقق السلام في المنطقة إلا بتحقيق الحلم الفلسطيني في الدولة المستقلة، مطالبا مجلس الأمن الاعتراف بالدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، ودعم السلام في الشرق الأوسط.
وقال الصفدي مخاطبا المجلس: اقبلوا دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة. افعلوا ذلك نصرة للحق، انتصاراً للسلام، رفضاً للظلم، وصرخةً في وجه الباطل".
وأضاف: "لا تتركوا مستقبل المنطقة، مستقبل الفلسطينيين والإسرائيليين وكل شعوب المنطقة، رهينة ظلامية عنصريين متطرفين في حكومة الاحتلال، يدفعون المنطقة نحو دمارية الحروب، وكارثية الفوضى، ويحاصرونها في ضيق الكره والظلم والحقد".
وحذر الصفدي من خطر الحرب والتصعيد يتزايد كل يوم في المنطقة جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي يجب وقفها.
وتحدث الصفدي عن الطفل الغزي محمد خليل أبو شرار الذي هجره الاحتلال من مخيم النصيرات إلى رفح.
وقال إن "محمد يسري كل صباح لجلب الماء والخبز إن وجدا لعائلته، وأن الاحتلال حرمه من مدرسته. لكنه يحضر يومياً درساً في خيمة لجوء، رفقة أقران يصرون أن يتعلموا. يقول محمد إنه لا يريد الحرب. يريد الحياة والكرامة".
وأكد الصفدي إنه يجب على المجتمع الدولي إطلاق تحرك دولي فاعل وفوري، يضع المنطقة على طريق تنفيذ خطة متكاملة لتنفيذ حل الدولتين، بتواقيت زمنية محددة، وبضمانات تنفيذ مُلزمة."ونحن وأشقاؤنا سنكون شركاء فاعلين في هذا الجهد. نقوم بكل ما نستطيع لإنجاحه، لكي ينتهي الصراع، وتنعم منطقتنا بالأمن والسلام، اللذين تستحق".
وشدد على أنه "لن نجعل الأردن ساحة للصراع وسنمع استخدام الأجواء الأردنية من قبل أي طرف".
وبين الصفدي أن الأردن مستعد لإرسال 500 شحنة مساعدات يوميا الى غزة شريطة سماح الاحتلال بإدخالها.