بعد خروج إيران وإسرائيل من "حرب الظل" وقواعد الاشتباك بالواسطة إلى التحام مباشر تحت سقوف محددة، طرح في بيروت السؤال الأبرز لماذا حُيِّدَ حزب الله عن أول مواجهةٍ بين إيران وإسرائيل؟ وهل يبقى لبنان بمنأى عن خط النار بحال اختارت تل أبيب المغامرة برد على الرد يصعب التكهن بارتداداتِه الإقليمية والدولية.
مصادر دبلوماسية تُسر لرؤيا "خشيتها من جرّ لبنان إلى ساحة اشتعال، بعد استفراد جيش الاحتلال بالفلسطينيين، عبر تعجيل شن الحرب على لبنان و"حزب الله".
اقرأ أيضاً : الرئيس الإيراني يتوعد برد واسع وموجع على أي استهداف
تساؤلات كثيرة تدور في لبنان حول اليوم التالي لما بعد الضربة الإيرانية، وما تقرره حكومة بنيامين نتنياهو، الذي يسعى منذ اليوم الأول الى توسيع الصراع واستدراج الأميركيين إليه. رمت طهران الكرة في ملعب إسرائيل، لكن تبقى الخشية في لبنان أن يتحول هو إلى الملعب.
ومن هنا تنبع التحذيرات الدولية الأخيرة للبنان والتي لم تقتصر على ملف الجنوب، بل تشمل الوضع الداخلي غير المستقر والمعرّض لاِهتزازات في ضوء اصطفافات مذهبية وحزبية ترددت تداعياتها بعد حوادث أمنية أبرزها مقتل مسؤول حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان والصراف محمد سرور في شقة في بيت مري.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى "تحذيرات فرنسية وأخرى أمريكية ومطالب بالتوصّل إلى تسوية في الجنوب وسط توقعات بتدحرج تداعيات "الرد الإيراني" على لبنان.
ومن بينها رفع ضجيج طبول حرب متوقعة، وسط انشطارات داخلية قد تتعمق إما اعتراضاً على زج لبنان في حرب لا يمكنه تحمّلها، أو تأييداً لمحور المقاومة.
وفي جديد المساعي الدولية للجم التصعيد علمت رؤيا أن واشنطن وباريس اتفقتا بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن لفرنسا، على رؤية مشتركة للتعامل مع الوضع المتفجر على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة.
وفق معلومات دبلوماسية في بيروت " فإن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تضغط على نتنياهو لعدم الرد بشكل مباشر على إيران، وذلك لتجنب حرب إقليمية".
وهنا تقول مصادر متابعة لرؤيا إن احتمالات الحرب تزداد مع الرد الإيراني الذي شكل مفصلاً لتطورات المنطقة وجّمد نافذة التفاوض غير المباشر بين واشنطن وطهران" وتضيف " إن لبنان سيكون في قلب المعركة خصوصا وأن حزب الله الذي يخوض المواجهات مع الاحتلال على الجبهة الجنوبية هو جزء من استراتيجية المواجهة الإيرانية تحت شعار وجدة الساحات".
وفي وقت غاب لبنان الرسمي عن المَشْهَد الحربي باستثناء دعوة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى جلسة طارئة لمجلس الوزراء أعاد خلالها التأكيد على أن " إسرائيل تجر المنطقة الى حرب وعلى المجتمع الدولي التنبه الى هذا الوضع ووضع حد لهذه الحرب" بقي الميدان مشتعلاً جنوباً والقرى الحدودية في مرمى نيران قوات الاحتلال.