للمرة الأولى في تاريخ الأردن، أطلقت الهيئة المستقلة للانتخاب والمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة خطة تنفيذية لتعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة بالانتخابات النيابية القادمة، قبل وخلال وبعد استحقاق الاقتراع.
ناصر حباشنة مدير العمليات الانتخابية في الهيئة المستقلة للانتخاب يشرح بأن الخطة المستهدفة تضم 6 محاور:
وبين حباشنة ل "رؤيا" بأن التوعية والإعلام تشمل نشر فيديوهات توعوية تتضمن لغة الإشارة بالإضافة الى وضع QR code بارز لضمان اطلاع الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية على نشرات الهيئة.
ويشمل المحور الثاني تطوير قدرات الكوادر المعنية في العملية الانتخابية عبر تدريبها على النهج الحقوقي واتيكيت التواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة أثناء العملية الانتخابية، بحسب حباشنة.
اقرأ أيضاً : ما هو نظام التشويش الإسرائيلي.. وكيف يغطي الأردن ولبنان ويعيق إيران؟
ويعنَى المحور الثالث بتطوير قواعد البيانات مبنية على تقييم مدارس وزارة التربية والتعليم وتحديد مراكز الاقتراع المهيأة وتأهيل ما يقارب (95) مركز اقتراع موزعين على (18) دائرة انتخابية لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة.
وسيتم الإعلان عن تلك المراكز مبكراً لتمكين الأشخاص المستهدفين من الانتقال إليها عبر تطبيق سند والموقع الإلكتروني للهيئة.
ويختص المحور الرابع بالإجراءات التنفيذية لمشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في العملية الانتخابية، بحيث تغدو العملية الانتخابية دامجة للأشخاص ذوي الإعاقة. كما يتضمن التعليمات التنفيذية للاقتراع والفرز حول الأشخاص ذوي الإعاقة.
ويعنى المحور الخامس برصد ومتابعة وتقييم عملية الانتخاب، بما في ذلك تفعيل خط ساخن (الاتصال المرئي) لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية خلال مراحل عرض الجداول والترشح والاقتراع والفرز، لتوْضيح الإجراءات المتبعة في كل مرحلة. وسينتج عن هذا المحور تقرير تفصيلي عن العملية الانتخابية للأشخاص ذوي الإعاقة.
وأوضح الحباشنة أن المحور السادس يستهدف تهيئة البيئة والترتيبات التيسيرية لمراكز الاقتراع، بحيث تتوافر مراكز اقتراع مهيأة ويوجد بداخلها كل الترتيبات التيسيرية اللازمة لمشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في العملية الانتخابية.
وأشار حباشنة الهيئة المستقلة للانتخاب إلى أن كل محور يتضمن أنشطة عملية وتطبيقية للأشخاص ذوي الإعاقة والقيّمين على العملية الانتخابية.
المستشار الإعلامي للمجلس الأعلى للأشخاص ذوي الإعاقة زياد المغربي قال إن هناك صعوبة لاحتساب عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة نظرا للاعتماد على مسوحات التعداد السكاني التي تجريها دائرة الإحصاءات العامة كل 10 سنوات.
وبين المغربي لـ"رؤيا" أن النسب المتوفرة في الأردن لعدد الأشخاص ذوي الإعاقة تبلغ 11.2 بالمئة وتعود إلى آخر تعداد سكاني جرى في الأردن عام 2015.
وأشار إلى أن العام القادم سيشهد إجراء تعداد سكاني جديد في المملكة، موضحا أن المجلس الأعلى للأشخاص ذوي الإعاقة يعمل مع دائرة الإحصاءات العامة لحصر عدد الأشخاص ذوي الإعاقة بدقة ومن خلال اتباع أساليب عالمية متقدمة تتمثل في ما يعرف بـ"مجموعة واشنطن".
وقال المغربي إن مجموعة واشنطن تقوم على أساس طرح الخبراء عددا من الأسئلة خلال زيارتهم منازل المواطنين، حيث تكون تلك الأسئلة متسلسلة ويتم من خلالها التأكد من وجود حالات لأشخاص ذوي إعاقة أم لا داخل المنزل.
وأكد أن هناك بعض العائلات لا تقدم المعلومة الدقيقة وتخفي وجود حالات من الأشخاص ذوي الإعاقة لديها لأسباب مختلفة قد تتعلق بالوصمة الاجتماعية أو غيرها.
ويشار إلى أن نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة ارتفعت بشكل كبير ما بين التعداد السكاني لعام 2005 والتعداد السكاني لعام 2015.
المغربي أوضح لـ"رؤيا" أن أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة لم ترتفع في الأردن، إنما أدى اتباع طرق أكثر دقة في احتساب الأعداد إلى اكتشاف المزيد من الحالات التي كانت موجودة سابقا.
وبين أن نسب تواجد الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف دول العالم لم تقل عن 15 بالمئة، مشيرا إلى أن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن ضمن النسب العالمية.
ورجح المغربي أن يتراوح عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن ما بين مليون و200 ألف شخص، إلى مليون ونصف المليون شخص.
وكان سمو الأمير مرعد بن رعد رئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة اطلع خلال لقائه الأسبوع الماضي مع رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات موسى المعايطة على سير العمل في خطة تنفيذية لتعزيز المشاركة السياسية للأشخاص ذوي الإعاقة.
يندرج ذلك ضمن تعزيز الوعي بمشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في العملية الانتخابية وضرورة تصميم مبادرات توعوية لتناسب احتياجاتهم.
وأكد الأمير مرعد آنذاك على التنسيق الوثيق لمراقبة تنفيذ الخطة الموضوعة لتعظيم مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة، ضمن مبادرة مشتركة.
ويهدف هذا النهج الاستباقي إلى ضمان قدرة الناخبين ذوي الإعاقة على الوصول بسهولة إلى حقهم الدستوري في التصويت وممارسته.
من جانبه، سلط المعايطة الضوء على تضافر جهود المفوضية والترتيبات الإجرائية للعملية الانتخابية.
وشدد على أهمية تدريب المتطوعين وموظفي الانتخابات، وتكليف المتطوعين على وجه التحديد بالاتصال بالأفراد ذوي الإعاقة وتقديم الدعم اللازم لهم.
وأشار المعايطة إلى تعاون الهيئة مع وزارة التربية والتعليم لاختيار المدارس كمراكز اقتراع نموذجية.