على طرفي نقيض يعيش اللبنانيون آخر أيام شهر شعبان قبيل حلول شهر رمضان المبارك. فعلى وقع الحرب المشتعلة في الجنوب اللبناني والأزمات المتلاحقة منذ العام 2019، صورتان متناقضتان في بلد الأرز وإصرار على تحدي الواقع رغم القلق.
ترفض بيروت بأسواقها وشوارعها العريقة وأحيائها الشعبية أن تستسلم للشلل الذي أصابها بسبب أزمات متراكمة سياسية واقتصادية وأجتماعية يضاف إليها هذا العام عدم الاستقرار الامني والحرب الدائرة في الجنوب.
اقرأ أيضاً : غلاء الأسعار يخيم على تحضيرات السوريين لرمضان
ويفتقد المارون في شوارع المدينة الزينة الرمضانية التي اعتادوا على رؤيتها، كتقليد رمضاني ثابت ينتظرونه بشغف عاما تلو الآخر.
ورغم عثرات الحال لكن اللبنانيين طوعوا أنفسهم على الأزمات. فأصحاب المحلات في الأزقة عرضوا كل ما لديهم من أنواع التمور والزينة لتتجاوز الأرصفة المحيطة بها والناس باتوا مُرغمين على التدبر.
وسط العاصمة بيروت على رأس المناطق التي لفتت الأنظار بعودة الحياة إليها في موسم رمضان بعد أجواء الحزن والظلمة التي سيطرت عليها في السنوات الأخيرة نتيجة الأزمة وانفجار مرفأ بيروت.
صحيح ان عدم الاستقرار يحتل مختلف ساحات لبنان، والمواطن تحول الى باحثٍ يوميَ عن ادنى متطلبات العيش والحياة، لكن هناك في حنايا بيوت اللبنانيين وشوارعهم وبلداتهم ومدنهم رغبة في المقاومة والصمود والتضامن والتكاتف بينهم يتجلى بأبهى صورة خلال الشهر الفضيل .