لبنان بين الحرب واللاحرب بينما يكثّف الوسطاء مفاوضات الهدنة في غزة

عربي دولي
نشر: 2024-02-27 15:20 آخر تحديث: 2024-02-27 15:20
تحرير: جوانا ناصر الدين
غارة للاحتلال الإسرائيلي على جنوب لبنان
غارة للاحتلال الإسرائيلي على جنوب لبنان
  • مواجهات مفتوحة واستهداف مناطق بعيدة عشرات الكيلومترات عن الحدود

بلغ تمادي الاحتلال الإسرائيلي حداً غير مسبوق في استهدافه عمق الأراضي اللبناني ضمن المواجهات على الجبهة الشمالية مع فلسطين المحتلة بالتزامن مع تصاعد وتيرة المفاوضات غير المباشرة بشأن تبريد جبهة غزة بين الاحتلال والمقاومة. ومع كسر جديد لقواعد الاشتباك، يبدو السباق على أشده بين المفاوضات المتسارعة برعاية أمريكية-قطرية-مصرية واشتعال الميدان في لبنان على وقع رفض حزب الله تجزئة الساحات رغم كل الجهود الدبلوماسية. 


اقرأ أيضاً : مراسلة رؤيا: شهيدان بقصف طيران الاحتلال استهدف مركبة جنوبي لبنان


مواجهات مفتوحة واستهداف مناطق بعيدة عشرات الكيلومترات عن الحدود. واقع الميدان المستجد في لبنان أو توسع جبهة المشاغلة لتطال في آخر استهداف بعلبك على مسافة مئة كيلومتر عن الحدود الجنوبية , يضع لبنان على حافة تصعيد خطير وإن كانت معطيات متقاطعة من أكثر من مصدر تستبعد الحرب الواسعة رغم تكرار مثل هذه العمليات النوعية والتي يمكن أن تطال أي منطقة في هذا البلد المشلول سياسياً وعسكرياً.

تقول مصادر مطلعة لـ"رؤيا" إن هدف المواجهات المفتوحة يكمن في إرساء واقع جديد في الجنوب اللبناني، أو دفع حزب الله لتقديم تنازلات قاسية ثمناً لتجنّب الحرب. والواقع الجديد قد تختلف قواعده وترتيباته الميدانية عمّا كان عليه الوضع سابقاً، سواء بعد التحرير في 2000 أو بعد القصف الممنهج في 2006 وآليات تطبيق القرار 1701. حزب الله يبدو متمسكاً بوحدة الساحات بمعنى أن ما يسري على غزة يسري على لبنان. وبحسب مصادر دبلوماسية، فهو يرفض ورقة فرنسية بشأن التهدئة تلقّاها عبر الوسيط الدائم حليفِه نبيه برّي. ويصف الحزب هذه الورقة بترتيبات أمنية بحنة، لافتا إلى أنه غير معني بتقديم أي تنازلات طالما أن الحرب لم تقع وتاليا فهو ليس وارد الخسارة. 

في المحصلة تفيد تسريبات لم تؤكد بعد، بأن لبنان الرسمي أرسل رسائل واضحة حول استعداده لسريان الهدنة على أراضيه بالتزامن مع هدنة غزة. لكن ما يطالب به الأميركيون هو أن تبقى التهدئة في لبنان طويلة الأمد، ويستمر الالتزام بها حتى وإن تجدّدت المعارك في قطاع غزة.

خلاصة الحال، واشنطن تسعى إلى الفصل بين الجبهات، فيما تقترح باريس سحب عناصر الحزب عن الخط الازرق، الموازي لنهر الليطاني، أي 10 كيلو مترات داخل الأراضي اللبنانية. بالتوازي، يتكثّف الحراك العربي على خط الدوحة -القاهرة مع وصول أمير قطر إلى فرنسا سعيا لتجنب الأسوأ. أما حزب الله، فتشير التوقعات إلى عزمه إدخال أنواعٍ جديدة من الأسلحة في حال تجددت المواجهات. ويبقى الرهان على طول مدة الهدنة وإمكان إنتاج اتفاقات متقدمة بشأن الحدود وربما تسوية سياسية شاملة.

أخبار ذات صلة

newsletter