كيف تغيرت أكبر الاقتصادات في العالم خلال السنوات العشرة الأخيرة؟
احتفظت الولايات المتحدة الأمريكية بالصدارة كأكبر اقتصاد في العالم
إزاحت ألمانيا لليابان عن المركز الثالث كأكبر اقتصاد في العالم، يؤشر إلى ....
تحرير:
بكر الجبر
صورة تعبيرية لمؤشرات اقتصادية
احتفظت الولايات المتحدة الأمريكية بالصدارة كأكبر اقتصاد في العالم
إزاحت ألمانيا لليابان عن المركز الثالث كأكبر اقتصاد في العالم، يؤشر إلى التنافس الحاد والتغيرات الجوهرية في هيكل الاقتصاد العالمي خلال السنوات العشر الأخيرة.
وشهد العالم منذ مطلع الألفية تحولات جذرية في تصنيف الدول على سلم أكبر الاقتصادات العالمية. وقد ساهم في ذلك عوامل متعددة منها النمو الاقتصادي المتفاوت بين الدول، الأزمات المالية، التحولات السياسية، والتطورات التكنولوجية المتسارعة.
رغم التحديات والتقلبات، احتفظت الولايات المتحدة الأمريكية بالصدارة كأكبر اقتصاد في العالم خلال الفترة، وحافظ اقتصادها على حجمه النسبي، إذ يتراوح ناتجه المحلي الإجمالي بين 14.2 تريليون دولار (2009) و26.94 تريليون دولار (2023).
الصين.. صعود صاروخي
من ناحية أخرى، شهد الاقتصاد الصيني صعودا صاروخيا ففي مطلع الألفية كان حجم الاقتصاد الصيني يقل عن ربع حجم الاقتصاد الأمريكي، بينما تجاوز نصفه حاليا، إذ وصل في عام 2023، الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى 17.7 تريليون دولار، ليحتل المرتبة الثانية عالميا.
تراجع اليابان
على النقيض، تراجع موقع كل من اليابان وألمانيا على سلم أكبر الاقتصادات. إذ حافظتا على حجمهما الاقتصادي تقريبا مع نمو ضئيل، ما أدى إلى تراجع ترتيبهما. اليابان التي كانت تحتل المرتبة الثانية منذ مطلع الألفية، تراجعت للمرتبة الرابعة بحجم اقتصادي يبلغ 4.2 تريليون دولار عام 2023.
أما ألمانيا فحافظت على مركزها الثالث لسنوات عديدة منذ مطلع الألفية لتخسره في 2008، قبل أن تنتزعه مجددا من اليابان عام 2023 لتصبح ثالث اقتصاد في العالم بناتج محلي إجمالي 4.43 تريليون دولار.
صعود ملحوظ للهند
وشهد الاقتصاد الهندي نموا كبيرا خلال الفترة الماضية، حيث قفز ترتيبه من المركز العاشر مطلع الألفية إلى المركز الخامس في 2023، مسجلا ناتجا محليا إجماليا يبلغ 3.73 تريليون دولار.
دخول لاعبين جدد
وشهد العقد الحالي دخول لاعبين جدد إلى قائمة أكبر عشر اقتصادات في العالم.، إذ نجح كل من إندونيسيا والبرازيل في احتلال المركز العاشر خلال بعض السنوات الماضية.
مقارنة على مدى عقدين
ومقارنة بالعام 2000، نلاحظ تغييرا جوهريا في هيكل أكبر عشر اقتصادات العالمية.
ففي مطلع الألفية كانت الدول الأوروبية والولايات المتحدة تمثل الغالبية العظمى من القائمة، بينما انضم إليها حاليا لاعبون آسيويون بارزون كالصين والهند، بالإضافة إلى ظهور قوى اقتصادية جديدة من أمثال إندونيسيا والبرازيل.
عوامل رئيسية وراء التحولات
وتعزى التحولات في تصنيف الدول على سلم أكبر الاقتصادات إلى عوامل متعددة، من أهمها: نمو اقتصادي سريع في دول مثل الصين والهند مقارنة بالنمو البطيء في دول أخرى، والتطورات التكنولوجية التي ساهمت في نمو قطاعات اقتصادية جديدة ومكنت بعض الدول من الاستفادة منها بشكل أفضل، والعولمة وتحرير التجارة العالمية التي أدت إلى زيادة الترابط الاقتصادي بين الدول، والأزمات المالية العالمية التي أثرت سلبا على بعض الاقتصادات أكثر من غيرها، إضافة إلى التحولات السياسية والاجتماعية التي حدثت في بعض الدول.
توقعات المستقبل
من المتوقع أن يستمر التحول في هيكل أكبر الاقتصادات العالمية خلال السنوات القادمة، ومن المحتمل أن يشهد كل من الصين والهند المزيد من النمو.
التغيرات في تصنيف الدول على سلم أكبر الاقتصادات منذ عشر سنوات وفق بيانات صندوق النقد الدولي: