بعد مرور 122 يوما على بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وتدمير العدو لكافة مناحي وأشكال الحياة في القطاع، لم يبق لأهالي غزة أي طرق بديلة للمضي قدما في الحياة.
وأقدم الاحتلال الإسرائيلي منذ اليوم الأول لعدوانه على منع الطعام والمياه والوقود والدواء عن أهالي غزة في سبيل حرب التجويع التي يمارسها على مرآى العالم الصامت، مما جعل الغزيين يذوقون الامرين في رحلة البحث عن العلاج والدفء والطعام ومياه الشرب.
اقرأ أيضاً : رقعة المأساة تتسع.. عدوان متواصل على غزة لليوم الـ122
وعرجت بعض العائلات الفلسطينية بعد نحو أربعة أشهر من الحصار المطبق و17 عاما من حصار القطاع على استخدام مياه البحر للقيام بتنظيف الملابس وطبخ الطعام في حال توفره.
وأظهرت مقاطع فيديو مصورة عددا من العائلات الفلسطينية وهي تنصب خيامها بقرب شاطئ البحر في مدينة غزة داخل القطاع، حيث سخروا هذه المياه المالحة لخدمة احتياجاتهم.
وبرهن أهالي غزة بعد كل هذه الأيام أنهم قادرين على صناعة المستحيل من العدم حتى وإن حاول المحتل تنفيذ أشد أنواع المجازر بحقهم.
ويهرب أهالي القطاع من مراكز الإيواء المكتظة؛ باحثين عن الخصوصية والمساحة الأوسع والمياه، حتى وإن لم تكن عذبة.
ويقول بعض النازحون إن مراكز الإيواء تحوي آلاف الأشخاص، وتعتبر مكتظة بشكل يفوق طاقتها الإستيعابية بعدة مرات ما يجعل الإقامة بها أمرا لا يطاف؛ ففي غالبية الفصول الدراسية يتواجد العشرات وبما لا يقل عن 80 شخصا في كل فصل، عدا عن وجود ازدحام على استخدام دورات المياه، وشح مساحة النوم بل انعدامها.
وأكدوا أن الأطفال ينظرون إلى الإقامة بالقرب من البحر بأمر إيجابي ويتعاملون مع الأمر وكأنهم في رحلة مدرسية.
وغدا الشريط الساحلي للقطاع المطل على البحر الأبيض المتوسط مكان إقامة لمئات العائلات، حيث تستخدم مياه البحر للغسيل والطبخ والاستحمام في ظل الظروف العبة التي يعاني منها أهالي القطاع بسبب الحصار "الإسرائيلي".
ويذكر أن حصيلة الشهداء الفلسطينيين بلغت وفق آخر إحصائية لوزارة الصحة في غزة، 27,365 شهيدًا منذ 7 أكتوبر، وأسفر العدوان أيضا عن 66,630 إصابة.
فيما بلغ عدد القتلى من جيش الاحتلال، الذي أعلن عنهم رسميا، 562 منذ السابع من تشرين الأول، و 232 منذ بدء عملياته البرية في القطاع.