لأول مرة بعد 1500 عام من العصر الرومي البيزنطي، شارك المطران خريستوفوروس مطران الأردن للروم الأرثوذكس خدمة القداس الإلهي في كنيسة بترا الرومية الأثرية، وبحضور راهبات أخوية دير السيدة العذراء ينبوع الحياة – دبين، ولجان سَيدات الكنائس من مختلف محافظات المملكة، كما حَضر عدد من الشّخصيات العامة والدبلوماسية.
اقرأ أيضاً : بالصور.. الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية تحتفل "بعيد الغطاس"
وإستعرضَ المطران خريستوفوروس خلالَ كلمتهِ، التاريخ الرّومي البينزطي في مَنطقة البترا، وكيف إزدهرت المَسيحية في متروبوليتة البترا حيثُ كانت مركزاً يتبعها سَبعة أساقفة.
وأشار إلى حياة الرّهبنة التي كانت مُنتشرة في البترا وما حَولها، وأن الفترة التي تلت تلك الفترة بحضورِ الخليفة عُمر بن الخطاب حيثُ استَقبل المَسيحيين (الفاروق) والمُسلمين في القُدس وبدأت مَرحلة جديدة من بناء حَضارة مَشرقية عَربية مُشتركة.
وأشاد لمطران خريستوفوروس بإرث الأردن السياسي المُتمثل في جوهر الثورة العَربية الكبرى، كما وعرّج إلى الحَرب المَسعورة المُقامة على غَزة وأهلها.
من جانبهِ أكد رئيس مجلس مفوضي سلطة اقليم البترا معالي د. فارس البريزات أن السلطة مُستمرة في جهودها للتسويق والترويج للكنيسة في البترا وتسعى لوضعها على خارطة الحج المسيحي في الأردن والعالم.
وأشار البريزات إلى سعي السلطة من خلالِ السياحة الدينية لزيادة أعداد الزوار لمدينة البترا وإطالة أمد إقامة السائح فيها لما له من انعكاس مُباشر على زيادة حجم الإنفاق في المنطقة ورفع نسبة اشغال الفنادق وزيادة الحركة التجارية في الأسواق والمطاعم وأماكن بيع التحف واستئجار الخيول والأبل ومختلف الخدمات التي يقدمها أبناء المجتمعات المحلية في لواء البترا بما يعود بالفائدة عليهم وعلى مختلف القطاعات.
الجهود التّشاركيّةُ بين الكنيسةِ الأرثوذكسيّة ووزارةِ السّياحةِ والآثارِ الأردنيّةِ وسلطةِ إقليم البترا هَدفت لوضع كنيسةِ بترا الرّوميّةِ على خارطةِ الحجِّ المسيحيّ العالميّ والأردنيّ، لزيادة أعدادِ الزّوّار للمدينةِ وإطالةِ إقامةِ السّواحِ فيها.
بُنيتِ الكنيسةُ عام 450 ميلادي وتحتوي في وسطها على أعمدةٍ وأرضيّاتٍ فسيفسائيّة مميَّزة وكتاباتٍ باللّغة اليونانيّة وحنيةٍ للهيكل وتعتبر من أكبرِ الكنائسِ الموجودةِ في مدينة البتراء، أمّا القسمُ الخارجيّ "الموعوظين" فيتوسّطه جرنٌ كبيرٌ للمعموديّة وبئر للماء محاطٌ بأعمدةٍ رومانيّةٍ أثريّة، وبحسب مخطوطات لفائف البردى التي وجدت في مغارة ملاصقة للكنيسة تعود للقرن السادس الميلادي ذكر فيها انا الكنيسة كُرست للسيدة العذراء، وتوضح ايضاً ان الكنيسة بنيت على شكل بازليكا مع حنيتين جانبين شبه دائريين.