تنطلق السبت فعاليات النسخة الـ34 من كأس الأمم الأفريقية في كوت ديفوار، حيث ستستمر حتى 11 فبراير المقبل. يشارك في هذه البطولة 24 منتخبًا، يسعى كل منها إلى تحقيق النجاح والتتويج بلقب البطولة.
اقرأ أيضاً : الأهلي المصري يتعاقد مع المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي
وتعد هذه هي المرة الثانية التي تستضيف خلالها كوت ديفوار كأس الأمم الأفريقية، بعدما قامت بتنظيم النسخة الـ14 للمسابقة عام 1984، لكنها حملت صدمة قاسية لمحبي منتخب (الأفيال)، بعدما ودعها مبكرا من الدور الأول، حيث جاء في المركز الثالث بترتيب مجموعته خلف منتخبي مصر والكاميرون، اللذين بلغا المربع الذهبي للمسابقة، التي كانت تقام بمشاركة 8 منتخبات في ذلك الوقت.
وعلى عكس ما شهدته بعض النسخ الماضية من غياب بعض الأبطال السابقين، تتسم تلك النسخة من أمم أفريقيا بأن جميع المنتخبات المشاركة فيها تحظى بخبرة سابقة بالبطولة، حيث سبق لكل منها المشاركة في نسخة واحدة على الأقل.
كما تشهد هذه النسخة مشاركة 12 منتخبا من المنتخبات الـ15 التي سبق لها الفوز باللقب، ما يعني أن نصف عدد الفرق المشاركة فيها سبق لها حمل كأس البطولة، وهو ما ينذر بأن يضاعف من حجم الإثارة في هذه النسخة لمشاركة جميع الأسماء الكبرى وذات الخبرة في القارة، خاصة وأن هذه المنتخبات تجمع فيما بينها ألقاب 30 من إجمالي 33 نسخة سابقة في كأس الأمم الأفريقية.
ولا يغيب من الأبطال السابقين عن النسخة المرتقبة سوى منتخبات السودان الفائز باللقب عام 1970 وإثيوبيا (1962) والكونغو برازافيل (1972). وتم توزيع المنتخبات المشاركة في المسابقة إلى 6 مجموعات، بواقع 4 منتخبات في كل مجموعة، حيث جاءت وفقا للقرعة التي جرت في أكتوبر الماضي على النحو التالي:
المجموعة الأولى: كوت ديفوار ونيجيريا وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية. المجموعة الثانية: مصر وغانا وموزمبيق والرأس الأخضر (كاب فيردي). المجموعة الثالثة: السنغال والكاميرون وغينيا وجامبيا. المجموعة الرابعة: الجزائر وأنجولا وبوركينا فاسو وموريتانيا. المجموعة الخامسة: تونس وجنوب أفريقيا ومالي وناميبيا. المجموعة السادسة: المغرب والكونغو الديمقراطية وتنزانيا وزامبيا.
وتنص لائحة المسابقة على تأهل متصدر ووصيف كل مجموعة من المجموعات الست إلى الأدوار الإقصائية، بالإضافة إلى أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث في تلك المجموعات. ويبرز أكثر من مرشح للمنافسة على لقب البطولة، حيث يأتي على رأسهم الرباعي العربي مصر والمغرب والجزائر وتونس، فيما تبدو مهمة موريتانيا، الدولة العربية الخامسة المشاركة في المسابقة، صعبة للغاية في المضي قدما بأمم أفريقيا التي تشارك فيها للمرة الثالثة في تاريخها.
منصة التتويج
تطمح الكرة العربية للعودة إلى منصة التتويج في المسابقة مجددا، بعدما سبق للعرب الفوز بـ12 لقبا فقط خلال النسخ الـ33 الماضية في البطولة، التي انطلقت للمرة الأولى عام 1957. ويتطلع المنتخب المصري، البطل التاريخي للمسابقة، التي توج بها 7 مرات، لاستعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ عام 2010 ، بعدما كان قريبا من تحقيق لقبه الثامن في نسختي 2017 و2021 لولا خسارته في المباراة النهائية أمام منتخبي الكاميرون والسنغال على الترتيب، حيث يطمح لتعزيز رقمه القياسي كأكثر المنتخبات تتويجا بالبطولة، تحت قيادة مديره الفني البرتغالي روي فيتوريا.
ويحمل منتخب (الفراعنة) أكثر من رقم قياسي في البطولة، بخلاف كونه الأكثر تتويجا باللقب، حيث يعد هو المنتخب الأكثر مشاركة (26 نسخة) والأكثر خوضا للقاءات في المسابقة (107 مباريات) والأكثر تحقيقا للانتصارات (60 فوزا) والأكثر تسجيلا للأهداف (168 هدفا)، بالإضافة لكونه المنتخب الوحيد الذي توج بثلاثة ألقاب متتالية في كأس الأمم الأفريقية (2006 و2008 و2010).
في المقابل، يبحث منتخب المغرب، الذي يشارك في أمم أفريقيا للمرة الـ19، عن تحقيق لقبه الثاني في كأس الأمم الأفريقية، بعدما أحرز اللقب مرة وحيدة عام 1976 على الأراضي الإثيوبية.
ويطمع الجيل الحالي لمنتخب (أسود الأطلس) في تحقيق إنجاز جديد، تحت قيادة مديره الفني المحلي وليد الركراكي، وذلك بعد مشاركته الأسطورية في نهائيات كأس العالم بقطر عام 2022، التي شهدت تأهله للدور قبل النهائي في المسابقة، ليصبح أول منتخب عربي وأفريقي يبلغ المربع الذهبي بالمونديال.
أما المنتخب التونسي بقيادة مديره الفني المحلي جلال القادري، فيأمل في الفوز بأمم أفريقيا للمرة الثانية، بعدما حمل كأس البطولة مرة وحيدة حينما استضافها على ملاعبه عام .2004
وظهر منتخب (نسور قرطاج)، الذي يشارك بأمم أفريقيا للمرة الـ21 في تاريخه وال16 على التوالي، بشكل رائع للغاية خلال مونديال قطر 2022، رغم خروجه المبكر من الدور الأول، حيث تغلب 1-0 على منتخب فرنسا- حامل اللقب آنذاك- وتعادل سلبيا مع نظيره الدنماركي، غير أن خسارته المباغتة 0- 1 أمام المنتخب الأسترالي حرمته من التأهل للمرة الأولى في تاريخه للأدوار الإقصائية بكأس العالم.
من جانبه، يحلم منتخب الجزائر، الفائز باللقب القاري المرموق عامي 1990 و2019، بالحصول على البطولة للمرة الثالثة في تاريخه، تحت قيادة مديره الفني المحلي جمال بلماضي. وكان المنتخب الجزائري، الذي يشارك في أمم أفريقيا للمرة الـ20 في تاريخه والسادسة على التوالي، هو آخر منتخب عربي توج بكأس الأمم الأفريقية، حينما فاز بنسخة 2019 التي أقيمت بمصر، عقب فوزه على منتخب السنغال في المباراة النهائية.
مهمة صعبة
لن تكون مهمة المنتخبات العربية سهلة في الجلوس على عرش الكرة الأفريقية، في ظل المنافسة الشرسة المتوقعة من منتخب السنغال (حامل اللقب)، الذي توج بالبطولة لأول مرة في النسخة الماضية بالكاميرون، وكذلك منتخب كوت ديفوار (المستضيف)، الساعي للفوز بالبطولة للمرة الثالثة بعد نسختي 1992 و2015، ومنتخب نيجيريا، الذي يمتلك 3 ألقاب في البطولة.
كما يبرز أيضا منتخب الكاميرون، الذي حمل كأس البطولة 5 مرات، ومنتخب غانا، المتوج بالمسابقة 4 مرات، وكذلك منتخب الكونغو الديمقراطية، الفائز بالبطولة عامي 1968 و1974، ومنتخبي جنوب أفريقيا وزامبيا، اللذين حملا الكأس عامي 1996 و2012 على الترتيب.
وكان من المقرر في البداية أن تقام هذه النسخة في صيف عام 2023، بعد قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) بإقامة كأس الأمم الأفريقية في فصل الصيف بدلا من الشتاء، والذي تم تطبيقه لأول مرة في نسخة مصر عام 2019، من أجل تقليل تعارض المواعيد مع مسابقات الأندية الأوروبية، وشكوى العديد من فرق القارة العجوز من عدم الاستفادة من لاعبيها الأفارقة في هذا التوقيت الهام من الموسم.
ورغم ذلك، قرر كاف في الثالث من يوليو 2022، تأجيل انطلاق البطولة لتقام في الفترة من 13 يناير حتى 11 فبراير 2024 بسبب مخاوف الطقس الصيفي المعاكس في كوت ديفوار وهطول الأمطار بغزارة في البلاد في هذا الوقت من العام، مع الاحتفاظ بالاسم الأصلي للنسخة (أمم أفريقيا 2023) لأغراض الرعاية. وكانت هذه هي النسخة الثانية على التوالي التي يتم فيها تأجيل انطلاق البطولة، في أعقاب نقل نسخة 2021 في الكاميرون إلى فصل الشتاء أيضا لأسباب مماثلة. وفي تموز/يوليو الماضي، كشفت اللجنة المنظمة للبطولة عن التميمة الخاصة بالمسابقة، وهو الفيل (أكوابا)، حيث تعني تلك الكلمة في اللغة المحلية "مرحبا".
وتم اختيار أكوابا، التي استوحاها مصممها راؤول كواديو نجيسان من الحيوان الرمزي لكوت ديفوار، "تجسيدا للقيم الأساسية مثل الضيافة، الصداقة والكرم"، وفقا لفرانسوا أميتشيا، رئيس اللجنة المنظمة للبطولة. وقبل إجراء قرعة مرحلة المجموعات بالبطولة في 12 أكتوبر الماضي، كشف كاف النقاب عن الكرة الرسمية للبطولة، التي أطلق عليها اسم (بوكو)، من تصميم شركة (بوما) للمنتجات الرياضية.
وجاء إطلاق هذا الاسم على الكرة الرسمية للبطولة، تكريما للأسطورة الإيفواري الراحل لوران بوكو، الذي سجل 5 أهداف خلال فوز منتخب (الأفيال) 6-1 على إثيوبيا في نسخة أمم أفريقيا عام 1970 بالسودان، حيث مازال هو اللاعب الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز في تاريخ البطولة حتى الآن.
أحدث الملاعب
وتقام المباريات الـ52 بالبطولة في 6 ملاعب هي (الحسن واتارا) في مدينة أبيدجان، حيث يتسع إلى 60 ألف متفرج، وهو أحد أحدث الملاعب في كوت ديفوار، بعدما تم افتتاحه عام 2020، ومن المقرر أن يستضيف مباريات المجموعة الأولى، كما سيقام عليه المباراة النهائية.
وهناك أيضا ملعب (هوفويه بوانيه) بمدينة أبيدجان أيضا، حيث ظل هو الملعب التاريخي لمنتخب كوت ديفوار وللعديد من الأندية الإيفوارية لعدة أعوام، وسبق أن استضاف عددا من لقاءات أمم أفريقيا 1984، من بينها المباراة النهائية التي شهدت فوز الكاميرون 3-1 على نيجيريا، لينال منتخب (الأسود غير المروضة) لقبه الأول في البطولة آنذاك. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذا الملعب 33 ألف متفرج، وتقام عليه مباريات المجموعة الثانية في مرحلة المجموعات. وتشمل قائمة ملاعب البطولة أيضا ملعب تشارلز كونان باني في مدينة ياماسوكرو، الذي تبلغ سعته 20 ألف متفرج، وتقام عليه مباريات المجموعة الثالثة بالدور الأول.
كما يتواجد أيضا ملعب (السلام) بمدينة بواكي، الذي تبلغ سعته 40 ألف متفرج وتم افتتاحه عام 2020، حيث تلعب عليها مباريات المجموعة الرابعة. ويستضيف ملعب (أمادو جون كوليبالي) بمدينة كورهوجو منافسات المجموعة الخامسة، حيث تبلغ طاقته الاستيعابية 20 ألف مقعد، وهو الملعب الأحدث في كوت ديفوار الآن، بعدما افتتح رسميا في سبتمبر 2023. وينطبق الأمر ذاته على ملعب (لوران بوكو) في مدينة سان بيدرو، الذي تجرى عليه مباريات المجموعة السادسة، حيث تم افتتاحه أيضا في سبتمبر الماضي، بطاقة استيعابية تبلغ 20 ألف متفرج.