مع بداية الشهر الرابع للحرب على غزة، وصلت الخلافات الداخلية السياسية والعسكرية في تل أبيب حد التشظي؛ ففي أعقاب محادثات صعبة ومشادات كلامية وصراخ أُجبر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على فض اجتماع المجلس الوزاري المصغر "الكابينت"؛ الذي كان مخصصًا لبحث ما اصطلح عنه باليوم التالي للحرب على غزة في حال انتهت هذه الحرب كما تشتهي تل أبيب؛ في تأجيل هو الثالث خلال أسبوع.
اقرأ أيضاً : إعلام عبري: بن غفير يهاجم غانتس وحدة التوتر ترتفع بمجلس الحرب
اجتماع استمر نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة؛ عمليًا قد انهار.. بعد أن شن أربعة وزراء من اليمين المتطرف تحديدًا "الصهيونية الدينية" سموتريتش وبن غفير، وكذلك وزيران مقربان من نتنياهو في حزب الليكود؛ هم ريغيف وأمسالم؛ هجومًا شرسًا على رئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هليفي، على خلفية قراره تشكيل لجنة للتحقيق بجوانب متعلقة بالحرب والتعامل معها، بما في ذلك الإخفاق في 7 من أكتوبر المنصرم.
واندلعت السجالات الحادة والاتهامات المتبادلة؛ إثر اختيار شاؤول موفاز وزير الدفاع الأسبق في عهد حكومة أرئيل شارون، حيث قاد موفاز عملية الانسحاب والانفصال عن غزة في تموز عام 2005؛ والذي كان جزءا من النظرية القائمة على أن الانسحاب من غزة سيأتي بهدوء وهو ما صعّد الخلاف.
اقرأ أيضاً : لابيد: نتنياهو غير قادر على تحقيق أي إنجاز ويجب تغييره فورا
وفي الجانب الآخر من الغرف المغلقة.. فقد نشب خلاف بين بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، على خلفية منع رئيسي جهاز الاستخبارات الموساد والشاباك من حضور جلسة لحكومة الحرب؛ ليرد الأخير بأن منع مثل هذه اللقاءات يضر بأمن تل أبيب.
وسرعان ما نفى نتنياهو وغالانت وجود مثل هذه الخلافات؛ بينما رأى المراقبون بأن مسألة المنع ليست رمزية ولا شكلية؛ إنما هي محاولة احتكار للمعلومات واستثمارها من أجل الإبقاء على نتنياهو في سدة الحكم لفترة أطول وإعادة بعثه سياسيًا وحزبه.
إذن لم يعد يخفى الآن على أحد، بأن ما يجري في تل أبيب هو توظيف سياسي للحرب غير مرتبط بمجرى العمليات العسكرية داخل قطاع غزة؛ إنما يرتبط بمستقبل بعض الشخصيات السياسية والأحزاب وما تؤول إليها الأمور من إعادة النخبة السياسية لاحقًا.