غارة في عمق الساحة الخلفية لحزب الله.. شنها الاحتلال في اليوم الـ88 من عدوانه على قطاع غزة واشتباكه اليومي مع الحزب على جبهة جنوب لبنان… مسيّرة حلّقت في سماء بيروت لتضرب مقر حركة حماس في معقل حزب الله بالضاحية الجنوبية، وتطال نيرانها القيادي في الحركة ونائب رئيسها صالح العاروري إلى جانب اثنين من قادة جناحها العسكري كتائب القسام.
اقرأ أيضاً : حركة فتح: اغتيال العاروري ينذر بعواقب لا تحمد نتائجها
"عمليات اغتيال جبانة".. هكذا وصفت حركة حماس الاستهداف في تعليقها الأول، في حين طالب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حكومته بعدم التعليق. لكن صحف عبرية سرّبت عن مسؤولين في سلطات الاحتلال أن اغتيال العاروري الأقرب إلى إيران ورفيقيه "عملية عالية الجودة وإن كل قادة الحركة مصيرهم الموت".
حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نددت بتلك العملية على لسان رئيسها نجيب ميقاتي الذي وصف "الاغتيال بجريمة إسرائيلية، تهدف للزج بلبنان في مرحلة جديدة من المواجهات بعد اعتداءات يومية مستمرة على الحدود الجنوبية". كما عدّ ميقاتي تلك العملية "محاولة اسرائيلية لتصدير اخفاقاتها في غزة صوب لبنان وفرض قواعد اشتباك جديدة".
القيادي العاروري البالغ من العمر 58 عاما، ذاق مرارة الأسر أزيد من 18 عاما في سجون الاحتلال قبل أن يفرج عنه في 2010. ورغم وضعه لاحقا على قائمة العقوبات الأميركية ورصد مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يسهم في قتله أو اعتقاله، ظل العاروري يتنقل في المنطقة حتى استقر في بيروت. وكان يفترض أن يلتقي أمين عام حزب الله حسن نصر الله غداً.
العاروري ليس الشهيد الأول في صفوف قادة حماس، إذ استهدف الاحتلال منذ 30 عاما 17 قائدا أبرزهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي وغيرهم من القابضين أرواحهم على أكفهم فداء فلسطين.