قصة لمقاوم بدأت منذ أن كبر وترعرع في وطن لا يزال يولد فيه كل لحظة مقاومين، وباتت طفولته البريئة أساسها قضية فلسطين، فعشق الزيتون وحجارة منزله، كما عشق خبز الطابون ورائحة القهوة الأصيلة وامتد إلى عروقه عشق الوطن الخالد في روحه.
اقرأ أيضاً : الاحتلال يغتال الأسير عبد الرحمن البحش
المقاوم عبد الرحمن البحش، مرآة لمدينة نابلس الأبية، ورضع حليب الإباء، ليصبح اسما لامعا في سفر النضال الفلسطيني.
الصغير البحش ظهر في برنامج نكت شوارع " الذي كان يُعرض على قناة "رؤيا" عام 2012، وأجاب على سؤال المقدم فحصل على كأس وسط تصفيق وإعجاب من حوله، واليوم يفوز بالشهادة في سجون الكيان.
الصغير كبر وأصبح شابا عشرينيا مقاوما، وبات عنوانا للنضال في مدينته، إلى أن اعتقله الكيان وزجه في سجن مجدو بتاريخ 13 أيار/مايو من عام 2022.
السجن شهد على نضاله وإن كان خلف الجدران، شهد على وطنيته وإن كان بعيدا عن حارته العتيقة، شهد على عشقه لفلسطين، وإن كان يتجرع ويلات العذاب.
واليوم يزف عبد الرحمن البحش بعد ارتقى في سجن الكيان، ليكون البطل الحقيقي الذي عُرف صغيرا وعُرف شابا بطلا، قصته بدأت من حبه لأرضه وانتهت فداء لأرضه، لتحدث فلسطين أجيالها بمن تأصل بحب الوطن، الذي صار يُحدث به… وسجل أنا عربي.
ونعى فلسطينيون البطل بعبارات تستذكر بطولاته وتحديه لقهر الكيان، إذ ضرب أروع الأمثلة في التضحية والوطنية.