يفر الآلاف السودانيين من الحرب المستعرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث أدت المعارك الدامية إلى نزوح ولجوء ملايين السودانيين وأصبحت تشكل تهديدا حقيقيا على المدنيين في البلاد.
اقرأ أيضاً : قلق دولي نتيجة تفاقم الأوضاع الإنسانية سوءا في السودان
وعبر مجلس الامن الدولي عن قلقه إزاء تصاعد أعمال العنف في السودان، لا سيما بعد تداول معلومات عن قيام قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم جنسية بحق النساء في مناطق مختلفة.
وكالة فرانس برس نقلت شهادات مروعة عن عدد من النازحين الذين فروا نتيجة توسع رقعة الحرب بين الأطراف، حيث حاولت مريم آدم يايا (34 عاما) إسكات جوعها باحتساء شاي غلته على الحطب، وهي تجلس على الأرض أمام مسكنها في مخيم أدري.
وقالت مريم إنها عبرت الحدود السودانية سيرا على الأقدام فارة من الحرب، في رحلة استغرقت أربعة أيام، من دون طعام، فيما كانت تحمل ابنها البالغ ثماني سنوات على ظهرها.
ومن شدة هول المشاهد في السودان اضطرت مريم لترك سبعة من أطفالها الآخرين بعد هجوم شنّه رجال "مدججون بالسلاح" على قريتها، مبينة أن عناصر قوات الدعم قتلوا المسنين والأطفال بشكل عشوائي في إقليم درافور غرب السودان.
وبعد أن يصل الهارب من القتل يجد ذاته غير قادر على إيجاد مصدر للطعام أو المياه، ويتكدس في مخيمات لجوء تابعة لمنظمات غير حكومية وفي مخيمات أخرى غير رسمية حيث يقيمون ملاجئ بما توافر من مواد.
وتضم تشاد، الدولة الواقعة في وسط إفريقيا والتي تعد ثاني أقل البلدان نموا في العالم وفق الأمم المتحدة، أكبر عدد من اللاجئين السودانيين، ووصل عددهم الى 484626 شخصا منذ بداية الحرب بحسب آخر حصيلة صادرة عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ولا تتوقف المعاناة عند ذلك الحد بل تقول اميرة إن عناصر الدعم السريع "إغتصبوا النساء وقتلوا الرجال والشباب"، فيما يكشف محمد نور الدين (19 عاما) عن فظائع أشد وطأة ارتكبها عناصر من تلك القوات.
ويتحدث محمد وذراعه اليمنى مكسورة ومثبتة بضمادة حول رقبته عن الاضطهاد المستمر الذي تمارسه قوات الدعم بحق المساليت، حيث يقول "يبيدون الناس كلهم. إن كنت ولدا (صبيا) سيقتلونك مباشرة. جيراننا وهم عرب حاولوا إخراجي، أمضيت معهم بضعة أيام. جاؤوا ونهبوا المنزل ولم يتركوا فيه شيئا، جئنا إلى هنا بالملابس التي نرتديها، لم يتركوا لنا شيئا، ثم نزحنا وجئنا إلى تشاد".
ويضيف "حاولنا الخروج من المنزل مع الأسرة، لكن لم نجد طريقا، بعدها نزحنا إلى مدرسة وأمضينا ثلاثة أيام هناك. قام الدعم السريع أو قوات أخرى بإطلاق النار علينا، توفي أربعة من أفراد الأسرة، بينهم والدتي واثنتان من خالاتي وجدي وأصبت أنا مع اثنين من أشقائي".
ويتابع "دخلنا المستشفى، فدخلوا المستشفى أيضا وحاولوا قتل كل الناس. حاولنا الخروج، خرجت أنا ووالدتي وخالتي وجدتي إلى منطقة (أخرى) دخلوها وارتكبوا إبادة جماعية. يجعلون الناس يصطفون في مجموعات من عشرين شخصا ويطلقون عليهم النار".
ووفق أرقام الأمم المتحدة، أجبر أكثر من سبعة ملايين شخص على الفرار من منازلهم، بينهم 1,5 مليون لجأوا إلى البلدان المجاورة.