استطاعت الأردن بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمية تسيير يوم أمس الأربعاء قافلة مساعدات إلى قطاع غزة برا، حيث سار موكب الشاحنات الإغاثية عبر جسر الملك حسين إلى معبر العوجة ومن ثم معبر كرم أبو سالم وصولا للقطاع المحاصر من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً : وصول أول شاحنة مساعدات أردنية إلى غزة عبر جسر الملك حسين ومن ثم معبر كرم أبوسالم
وأثار خبر وصول أول قافلة مساعدات مباشرة من الأردن تساؤلات المتابعين حول الطريقة التي سارت بها هذه القافلة، وأسباب عدم إدخال مساعدات بكميات ضخمة عبر معبر رفح الذي يربط قطاع غزة وجمهورية مصر العربية.
يضم قطاع غزة البالغة مساحته نحو 360 كم متربع 7 معابر حدودية منها 6 معابر مرتبطة مع الاحتلال الإسرائيلي ومعبر واحد مرتبط مع مصر(معبر رفح)، حيث أطبق الاحتلال حصاره على القطاع ومنع دخول المساعدات الإنسانية إليه منذ السابع من أكتوبر الماضي، كما ومنع دخول المساعدات عبر معبر رفح إلا بكميات محدودة جدا منذ ذلك الحين.
وردا على تلك الإجراءات المخالفة للقوانين الدولية واستمرار الاحتلال بارتكاب المجازر الإنسانية والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين أقدمت الأردن على كسر الحصار الجوي للقطاع من خلال تنفيذ سلاح الجو الملكي التابع للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي عمليات إنزال مساعدات جوية للمستشفيات الأردنية في العاملة في القطاع.
اقرأ أيضاً : القوات المسلحة: إنزال جوي سادس للمستشفى الميداني الأردني جنوب غزة - صور
ووفقا لخرائط جوجل التي اطلعت عليها "رؤيا" فإن قوافل المساعدات ستعبر جسر الملك حسين الذي يفصل الأردن عن الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن ثم ستسير عبر مدن الضفة الغربية والمدن الفلسطينية المحتلة عام 1948 من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وصولا إلى معبر العوجة وبعده معبر كرم أبو سالم اللذان تسيطر عليهما قوات الاحتلالK قبل أن تدخل تلك الشاحنات إلى جنوب قطاع غزة.
كما ومن الممكن للشاحنات اتخاذ طريق بديل والعبور من خلال جسر الملك حسين والمضي قدما بالطريق المحاذي للبحر الميت من الجانب الفلسطيني قبل الإنحراف غربا نحو معبر العوجة ومعبر كرم أبو سالم.
وأثار منع قوات الاحتلال الإسرائيلي مرور المساعدات عبر معبر رفح إلا ضمن كميات محدودة منذ بدء العدوان غضب الجماهير حول العالم، كما وطرح آخرين أسئلة حول أسباب عدم قدرة مصر على كسر حصار الاحتلال وإدخال المساعدات مباشرة من خلال المعبر البري.
وحول أسباب عدم إدخال المساعدات من خلال معبر رفح بشكل مباشر فإنه قد تم توقيع اتفاقية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي ومصر والاتحاد الأوروبي في وقت سابق، حيث تخضع إدارة المعبر لإشراف الممثل الأوروبي.
وتعني الاتفاقية الموقعة أن إدارة معبر رفح من الناحية النظرية تخضع للأوروبيين، أما من الناحية العملية فهي تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وبحكم موافقة مصر على هذا الترتيب فقد نزعت سيادتها عنه.
وتنص "اتفاقية المعابر" الموقعة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية عام 2005 على عدد من الشروط التي تنظم عمل المعابر بما فيها معبر رفح، إلا أن الاحتلال لا يلتزم بأي منها.