يعاني الفلسطينيون في الضفة الغربية من استمرار غطرسة وعربدة المستوطنين الاستفزازية بدعم من جنود الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً : قوات الاحتلال تقتحم بلدة الظاهرية في الخليل وتعتقل 12 فلسطينيا
الارتفاع الكبير في اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين يأتي في ظل العجز الذي يعاني منه جيش الاحتلال مع تصاعد أعمال المقاومة في الضفة.
سنوات طويلة من الهجمات المسعورة أثارت الرأي العام العالمي باستثناء داعمي الاحتلال، والمسلسل ما زال مستمرا، حيث لم يكتفِ المستوطنون بحرق الرضيع علي دوابشة وعائلته ولم يقف أيضا عند خطف وقتل الطفل محمد أبو خضير في العامين 2014 و2015.
في الثامن والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، داهمت قطعان المستوطنين برفقة جنود من الاحتلال منزلا في جنوب نابلس، فهاجموا المنزل بالحجارة واقتحموه وأتلفوا محتوياته ومن ثم سرقوا معدات زراعية وفروا من المكان.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي يداهم فيها المستوطنون منزل الفلسطيني موسى إبراهيم، فقد سبق أن هاجموه مرتين سابقا وعاثوا فيه خرابا.
وفي العشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، شن المستوطنون هجوما على أحد المنازل برفقة الجنود وعملوا على تحطيم زجاج المنزل وعدة ألواح شمسية. وعندما فشلوا في ذلك حطموا القرميد واقتحموا المنزل عبر السقف. وبعد دخولهم حطموا محتويات المنزل بالكامل.
القائمة تطول وكل تلك الحوادث لم تكن الأولى وليست بغريبة على الفلسطينيين الذين يحاولون التصدي لتلك الهجمات، ولا يلقون سوى التنديد والاستنكار العالميين.
الفصائل الفلسطينية دعت من جهتها، الفلسطينيين في القرى والبلدات بالضفة لأخذ الحذر من تكرار الهجمات، مطالبة بحشد الجهود الرسمية والشعبية لتفعيل لجان الحراسة والحماية الشعبية للتصدي لتلك الجرائم بشكل جماعي.
وفي تصريحات سابقة أكد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس، أن هجمات المستوطنين منذ بداية العام الحالي أسفرت عن إصابة العشرات، فيما تعرضت مئات المنازل والمركبات لاعتداءات بين حرق كلي وجزئي.
وفي كل محفل، يؤكد جلالة الملك عبد الله الثاني على ضرورة وقف هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ويحذر من تفجر الأوضاع فيها وفي القدس الشريف.
إلى ذلك، بدأت واشنطن الثلاثاء الأول من أمس، فرض حظر على منح التأشيرات لمستوطنين متورطين في أعمال عنف ضد فلسطينيين بالضفة الغربية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن الإجراء يطال عشرات المستوطنين من دون إعلان أسمائهم، كما يطال أيضا أفراد عائلاتهم، فيما لا تسري القيود على من يحمل منهم الجنسية الأمريكية.
وأضاف ميلر أنه "كما قال الرئيس بايدن مرارا وتكرارا، فإن تلك الهجمات غير مقبولة. وفي الأسبوع الماضي في تل أبيب، أوضحت الولايات المتحدة أنها مستعدة لاتخاذ إجراءات باستخدام سلطاتها".
ووثق مركز المعلومات "الإسرائيلي" لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، أعداد الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم قسرا من تجمعات وعائلات معزولة في مناطق "سي" تحت غطاء الحرب.
وقال المركز إن 151 عائلة تم تهجيرها قسرا، إضافة إلى 1009 أشخاص، و371 قاصرا، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
خلة الحمرا، بجوار كيسان/ محافظة بيت لحم: كانت تسكن في المكان عائلتان تعدان، معاً، 11 نفراً بينهم 5 فاصرين. غادرت عائلة علي العبيات المكان في آب/أغسطس الماضي وكذلك عائلة يوسف العبيات. كلتاهما غادرتا المكان في أعقاب تعرضهما لعنف المستوطنين.
خربة عين الرشاش/ ظهر الجبل: كانت تسكن في المكان 18 عائلة معاً، 85 نفراً بينهم 25 قاصراً. في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي أغلق المستوطنون الطريق المؤدي إلى التجمُع، والذي سبق أن أغلقه الجيش عدة مرات في الماضي وفتحه السكان. ومنع المستوطنون صهريج مياه من الوصول إلى المكان وفي أعقاب ذلك اضطر السكان إلى نقل 1500 رأس من الأغنام إلى قرية دوما.
وادي السيق/ ظهر الجبل: كانت تسكن في المكان 30 عائلة معاً، 180 نفراً بينهم 40 قاصراً. في ساعات المساء من يوم 2023/10/10 بدأت عائلات التجمُع بإخلاء المكان في أعقاب تهديدات المستوطنين. حتى الآن، غادرت المكان جميع عائلات التجمع. بقي في المكان عدد من الرجال من سكان التجمع برفقة بعض المستوطنين وكانوا يعملون في تفكيك مبانٍ ورزم وتحميل الأمتعة، حضر إلى المكان مستوطنون وجنود واعتدوا عليهم بعنف شديد.
تجمع مليحات شرقي رمون/ ظهر الجبل: كانت تسكن في المكان 6 عائلات معاً، 30 نفراً بينهم 12 قاصراً. يقع التجمُع بجانب شارع المعرجات. بعد اندلاع الحرب تزايدت بشكل كبير هجمات المستوطنين على المركبات الفلسطينية في شارع المعرجات الذي يُعتبر شريان الحياة بالنسبة للتجمُع. في 2023/10/12 أخلت جميع العائلات المكان بعد أن أغلق المستوطنون الشارع أمام الفلسطينيين وهاجموا المسافرين فيه. انتقل قسم منهم إلى تجمع بدو المعرجات شرق (مليحات) والقسم الآخر إلى قرية رمون.
جنوب الناصرية/ غور الأردن: كانت تسكن في المكان 5 عائلات معاً، 25 نفراً بينهم 13 قاصراً. في 2023/10/13 غادرت التجمُع عائلاته كلها، وجميعها من عائلة مليحات الموسَعة، وذلك بعد أن حضر المستوطنون إلى المكان وأمروا السكان بمغادرته إضافة إلى تهديدهم. انتقلت العائلات إلى فصايل الفوقا.
خربة جبعيت/ ظهر الجبل: كانت تسكن في المكان 8 عائلات معًا، 25 نفراً بينهم 10 قاصرين. في 2023/10/13 غادر التجمع جميع سكانه بسبب تهديدات المستوطنين. ترك السكان في المكان معظم أمتعتهم لأنهم كانوا يخشون العودة لأخذها بسبب تهديدات المستوطنين ولأن المستوطنين أغلقوا الطرق المؤدية إلى التجمع. وحضر حارس مستوطنة إلى كرمي زيتون محاطين بسياج أسلاك شوكية وفيهما نحو 245 شجرة زيتون، فأدخل إليهما نحو 300 رأس غنم وتركها ترعى في الكرمين حتى الساعة 11:00. وكان جيش الاحتلال قد أغلق الطريق المؤدية إلى الأراضي أمام الفلسطينيين، منذ اندلاع الحرب.
برية تقوع/ محافظة بيت لحم: كانت تسكن في المكان 8 عائلات معاً، 69 نفراً بينهم 25 قاصراً. بعد اندلاع الحرب بدأ مستوطنون بالحضور إلى التجمع، وخاصة في ساعات الليل، وتهديد السكان ومطالبتهم بالرحيل. في منتصف تشرين الأول/أكتوبر غادرت المكان خمس من عائلات التجمع. بعد ذلك، حضر مستوطنون إلى المكان وعاثوا فسادًا بالممتلكات وأغلقوا سويةً مع الجيش الشارع المؤدي إلى التجمُع وأعلنوا الأراضي الزراعية وبساتين الزيتون منطقة عسكرية مغلقة. وحضرت إلى التجمُع مجموعة من المستوطنين برفقة جرافة وقامت بتدمير منشأة زراعية وحظيرة أغنام وبتجريف أراضٍ زراعية. وحضر مستوطنون برفقة جنود إلى أحد المنازل وانهالوا على أفراد العائلة بالتهديد وبضرب البعض منهم ثم سرقوا عنزة. في ذلك اليوم نفسه، غادرت العائلة المكان.وغادرت المكان العائلتين الأخيرتين اللتين بقيتا في التجمع، وذلك بسبب تهديدات المستوطنين وسرقة عنزة أخرى. وفي 2023/11/18 وحضر إلى التجمع بعض السكان الذين كانوا قد رحلوا عنه، وذلك لتفحص أوضاع منازلهم فاكتشفوا أن المستوطنين قد أحرقوا ثلاثة مبانٍ سكنية وحطموا نوافذ ودمروا بلاط كراميكا وسرقوا ألواحاً شمسية ومولداً كهربائيا.
خربة الطيبة / ترقوميا: كانت تسكن في المكان 10 عائلات تعد، معاً، 47 نفراً بينهم 6 قاصرين. كما كانت تسكن فيه بصورة موسمية أيضاً أربع عائلات مؤلفة من ثمانية أنفار، جميعهم أشخاص بالغون. في 2023/10/7 حضر مستوطنون وجنود إلى التجمُع وأبلغوا سكانه بأن عليهم إخلاء المكان لأنه تم إعلان المكان منطقة إطلاق نار. في اليوم ذاته غادرت التجمُع جميع العائلات التي كانت تسكن فيه بصورة دائمة. أما العائلات التي كانت تسكن في المكان في بعض فصول السنة فقط فقد واصلت الحضور إلى التجمع خلال اليوم ورعي قطعانها ثم العودة إلى المبيت في ترقوميا. في 2023/10/11 حاول بعض السكان الوصول إلى بيوتهم للاطمئنان على ممتلكاتهم إلا أن المستوطنين اعترضوا طريقهم. وفي ساعات الصباح من يوم 2023/10/17 تمكن السكان من الوصول إلى أراضيهم واكتشفوا أنه تم تدمير 11 منشأة زراعية وسكنية وسرقة معدات زراعية. لاحظ الجنود وجود السكان في المكان وقاموا بطردهم. في 2023/11/12 في الساعة 12:00 حضر جنود إلى التجمع وأبلغوا أيضاً العائلات التي تسكن في التجمع بصورة موسمية بأنه ممنوع عليها البقاء في المكان وهددوا بهدم منازلها وإخلائها بالقوة إذا لم تغادر، لكن العائلات رفضت ترك المكان. وحضر جنود إلى التجمع مرة أخرى وهددوا أبناء العائلات الأربع بالسلاح.
خربة الرذيم، تلال جنوب الخليل: كانت تسكن في المكان عائلتان تعدان 20 نفراً بينهم 11 قاصراً. في 2023/10/9 جاء مستوطن وسد الطريق المؤدي إلى أراضي بعض المزارعين في الجهة الغربية من التجمُع. في 12.10.23 حضر مستوطنون وجنود إلى منزل عائلة عامر المحاريق في الرذيم وقطعوا أنابيب المياه وكوابل الكهرباء وهددوه وأبلغوه بأن عليه مغادرة التجمُع في غضون 24 ساعة. في اليوم التالي غادرت العائلة التجمُع. وحضر جنود إلى التجمُع على تراكتور وهدموا منزل المحاريق وحظيرة أغنام ومنشأة مطبخ خارجي وخربوا مواسير وكوابل كهربائية وعاثوا فسادًا في نحو 100 طن من الأعلاف. وحضر مستوطنون على تراكتور إلى منزل عائلة عيسى (أبو صافي) أبو الكباش (77 عاماً) وهددوهم بألا يُخرِجوا الأغنام إلى المرعى وأتلفوا حاويات مياه وألواحًا شمسية وهدموا خيمة سكنية وبركسًا للأغنام ومطبخًا خارجيًا. وفيحضر4 مستوطنين مسلحين على تراكتور صغير وبرفقة جندي إلى منزل عائلة أبو الكباش فدفعوا رب العائلة وأوقعوه أرضاً ثم أمروا أبناء العائلة بمغادرة المنزل والمكان خلال 5 أيام وهددوهم. بدأ أبناء العائلة بتفكيك خيامهم والرحيل.
عتيرية، جنوبي السموع، تلال جنوب الخليل: كانت تسكن في المكان عائلتان تعدان معاً 31 نفراً بينهم 20 قاصراً. في 2023/10/10 حضر إلى التجمع مستوطن مسلح وأطلق النار نحو قطيع من المواشي فأصاب ثلاث نعاج. وفي 2023/10/14 حضر مستوطنون إلى التجمع في ساعات الليل وهددوا أفراد العائلات بأنهم إذا لم يرحلوا عن المكان خلال 24 ساعة فسيلحق بهم أذى كبير. ونزحت عائلتان عن التجمع.