في الوقت الذي يشن فيه الاحتلال الإسرائيلي حربا شعواء في قطاع غزة، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات عدة عن مأساة الأطفال هناك، من بينها فيديو قال ناشروه إنه لرضيع في يذرف دموعا من دم.
اقرأ أيضاً : صحيفة فرنسية تفنّد ادعاءات كاذبة للاحتلال
ويصور الفيديو طفلا لم يتعد عمره الأشهر، وهو يبكي ويذرف دموعا كأنها من دم. وكتب ناشرو الفيديو "أطفال غزة تبكي دم" ما يوحي أن الفيديو مصور أخيرا خلال الحرب.
إلا أن الادعاء بأن الفيديو يصور طفلا يبكي دماً في غزة لا صحة له. وأفاد مكتب التحقيقات لدى الوكالة الفرنسية للأنباء بأن الفيديو يرشد إليه منشوراً على صفحة طبيب جزائري في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر 2023. وعلق الطبيب على الفيديو بالقول "حالة نادرة لدموع من دم بسبب عدوى بكتيرية".
وأشارت الوكالة إلى أنها تواصلت مع الطبيب في الجزائر الذي أكد أنه عاين هذه الحالة.
وشرح الدكتور وليد بيروك أن هذه الحالة التي تعرف بالهيمولاكريا أو دموع الدم، أصابت رضيعا حديث الولادة لم يتعد عمره 10 أيام وقد صورها في عيادته.
وأضاف أن هذه الحالات نادرة جدا وهي الحالة الثالثة التي يعاينها خلال السنوات العشر الماضية.
بحسب الطبيبة اللبنانية هلا رامي، وهي اختصاصية في طب وجراحة العين، فإن الهيمولاكريا أو الدموع الدموية هي اضطراب نادر، حالاته المعروفة قليلة جداً، ويصيب البالغين والصغار كما يمكن ملاحظته في الفيديو الذي يصور كما يبدو إحدى هذه الحالات.
وتعدد الطبيبة مسببات عدة لهذه الحالة من بينها التهاب في العين أو القنوات الدمعية، ورم خبيث أو حميد في العين أو القنوات الدمعية، ضربة قوية على الوجه، اضطراب نفسي عاطفي، اضطرابات في الدم. وتضيف أن الأسباب قد تكون غير معروفة في بعض الأحيان.
وتقول إن هذه الحالات قد تكون "خطيرة في حال كان سببها مرض سرطان أو اضطرابات دم مثلاً" ولكن "في كثير من الأحيان تختفي الدموع الدموية وحدها إذ لا يكون سببها خطيراً".