مثلما جاء اتفاق أوسلو ليفتح صفحة جديدة في كتاب تاريخ القضية الفلسطينية في تسعينيات القرن الماضي، حضرت غزة والسابع من أكتوبر من هذا العام لتفرض واقعاً جديداً على العالم أجمع ونظرته لهذه القضية التي كادت أن تطوى كل صفحاتها بالنسيان.
اقرأ أيضاً : مباحثات لتمديد الهدنة.. تطورات عدوان الاحتلال على غزة لليوم الـ54
بالعودة إلى أوسلو المدينة، عاصمة النرويج، سترى اليوم العلم الفلسطيني مرفوعاً تضامناً مع الشعب الفلسطيني، بعد عدوان الاحتلال الإسرائيلي المروّع على غزة.
اليوم هو يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني بحسب الأمم المتحدة.
عندما نعلم بأن أكثر من 5 آلاف طفل فقدوا حياتهم، أي ما يعادل أكثر من 275 صفاً دراسياً، فمن الطبيعي أن نتذكرهم اليوم، لكن التضامن وحده لا يكفي اليوم، فالحرب على أشدها رغم الهدن الإنسانية المؤقتة، حرب أحرقت أوراق الاتفاقيات والسلام.
لقد تخلت إسرائيل عن التزاماتها بالسلام ولم تنفذ اتفاقات أوسلو، بل إنها اتخذت إجراءات قوضت ترتيبات الأرض مقابل السلام، التي انطلقت على أساسها عملية مدريد.
غزة وضعت عالمنا على مفترق طريق يختار فيه سالكه الحرب أو السلام، وقبل شهر من الحرب في مقال نشرته صحيفة فاينانشال تايمز، يحذر أحد مهندسي اتفاق أوسلو جان إيغلاند من الانتظار 30 عاماً أخرى لتحقيق اختراق آخر أكثر نجاحاً، لكنه يرى في الوقت ذاته أن اتفاق أوسلو قد مات.
لكن اتفاق أوسلو انتهى كاتفاق الآن سيكون هناك اتفاق آخر، ويجب أن تقوده الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية.
إيغلاند كان قد تحدث في مقاله أيضاً عن إمكانية وضع حد للاحتلال الوحشي وحذر من أن الحياة اليومية للعديد من الفلسطينيين أصبحت الآن عبارة عن دورة لا نهاية لها من اليأس والإذلال والعنف،،، حقيقة تكشفت اليوم أمام العالم بفضل غزة التي وضعت القضية الفلسطينية تحت المجهر لمن يريد أن يرى.