أجرت جلالة الملكة رانيا العبدالله حوارا متلفزا مع شبكة سي إن إن، مساء الثلاثاء، حول الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
اقرأ أيضاً : الملكة رانيا عن حرب غزة: 14 عاما و5 حروب.. كم هو مؤلم أن المشهد لم يتغير - فيديو
وقالت جلالة الملكة رانيا: إن الشعب الفلسطيني يعيش منذ 75 عاما تحت القمع.
"هناك جدار فصل يقسم الأراضي الفلسطينية، مؤكدة "لا أؤمن بقتل المدنيين وهذه الأزمة مستمرة منذ مدة طويلة"، وفقا لجلالتها.
وأضافت جلالة الملكة لقد رأينا القصف الذي لا يميز بين الأهداف مستهدفا مستشفيات ومدارس.
وأشارت إلى أن أهل غزة يواجهون الاختيار بين التهجير والتعرض لإبادة جماعية وهذا لا يجوز، مبينة "لم نر إدانة لاستهداف المدنيين في غزة مماثلة للإدانة الدولية ضد ما حصل في 7 أكتوبر".
ولفتت الملكة رانيا إلى أهل غزة يواجهون الاختيار بين التهجير والتعرض لإبادة جماعية وهذا لا يجوز.
وأوضحت: هناك إحساس بيننا هل حياتنا أقل أهمية من حياة غيرنا، كما لم أر حتى الآن أي مسؤول غربي يتحدث عن حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم.
وختمت جلالتها قائلة: "ما يحدث سيخلق جيلا جديدا من المقاومة وستكون أشرس من الحالية".
الملكة رانيا: “كيف أبدأ بوصف عمق الحزن والألم والصدمة التي نشعر به في الأردن. كلنا متحدون في هذا الحزن. لا يمكننا تصديق المشاهد القادمة يوميا من غزة.
الملكة رانيا: "نخلد للنوم على هذه المشاهد ونصحو نجدَها أمامنا"، "كأم تابعنا كيف اضطرت الأمهات الفلسطينيات لكتابة أسماء أبنائهن على أيديهم بسبب ارتفاع احتمال تعرضهم للقتل وتحول أجسامهم إلى جثامين"
الملكة رانيا: "أريد أن أذكر العالم بأن الأمهات الفلسطينيات يحببن أطفالهن كأي أم في العالم".
الملكة رانيا: "نحن في هذه المنطقة نشعر بالصدمة من ردود فعل العالم المبنية على الكيل بمكيالين".
الملكة رانيا: "نرى العالم صامتا.. صمت العالم يصيبنا بالصمم".
الملكة رانيا: "نشعر بالصدمة وخيبة الأمل من صمت العالم حيال هذه الكارثة".
الملكة رانيا: "هل يريدون إقناعنا أن "من الخطأ قتل عائلة بالسلاح لكن لا ضير في قصفهم حتى الموت! هذا كيل بمكيالين
الملكة رانيا: لا نريد تهجيراً جديدا كما حدث في النكبة عام 1948
الملكة رانيا: وهذا ما قصده زوجي جلالة الملك عبد الله الثاني بأن ذلك خطّاً أحمر
الملكة رانيا: للفلسطينيين حق التشبث بأرضهم والبقاء في وطنهم
الملكة رانيا: لم أسمع قط أي مسؤول غربي يقول جملة "إن للفلسطينيين الحق في الدفاع عن أنفسهم"
الملكة رانيا:حتى في الديمقراطيات الغربية؛ من الواضح أن حرية التعبير قيمة عالمية، باستثناء عند ذكر اسم فلسطين
الملكة رانيا: هناك شعور: هل حياتنا أقل أهمية؟ لماذا عندما يقابل الإعلام الغربي من يمثلون المسألة الفلسطينية، يواجهون بسؤال في مستهل المقابلة: "هل تدين (كذا وكذا)؟ لفحص مستوى انسانيتهم وكأنّ عليهم تقديم أوراق اعتمادهم. ولم نر أسئلة مماثلة لمسؤولين إسرائيليين" "هل تدين"؟
الملكة رانيا: لا يوجد حل عسكري لهذه المسألة. ولا يوجد نصر في الحروب. هناك خسائر دائمة لدى جميع الأطراف. النصر مجرد أسطورة يخترعها السياسيون لكي يبرّروا الخسارات الفادحة في الأرواح.
الملكة رانيا: حتى لو نجحت تل أبيب في مسعاها، ماذا بعد؟
الملكة رانيا: ألم يترك (الإسرائيليون) ندوباً منشأها ذكريات مرعبة ستخلق جيلا جديدا من المقاومة ستكون أشرس؟
الملكة رانيا: وفي المحصلة، لا يمكن حل القضية إلا بتسوية سياسية، وهذا ما يؤكده جلالة الملك دائما. وهناك طريق وحيدة إلى الأمام؛ وهي إقامة دولة فلسطينية حرة ذات سيادة.
عبرت جلالة الملكة رانيا العبدالله مساء أمس الثلاثاء عن صدمة وخيبة أمل العالم العربي من "المعايير المزدوجة الصارخة" في العالم و"الصمت الذي صمّ الآذان" في وجه الحرب المستمرة على قطاع غزة، مؤكدة على أنه بالرغم من الرواية السائدة في الإعلام الغربي إلا أن "هذا الصراع لم يبدأ في السابع من تشرين الأول".
وقالت جلالتها "معظم الشبكات تغطي القصة تحت عنوان "إسرائيل في حالة حرب". ولكن بالنسبة للعديد من الفلسطينيين على الجانب الآخر من الجدار العازل والجانب الآخر من الأسلاك الشائكة، لم تغادر الحرب أبداً. هذه قصة عمرها 75 عاماً؛ قصة موت وتهجير للشعب الفلسطيني". وأضافت جلالتها "أغفلت الرواية إبراز تلك القوة العظمى الإقليمية المسلحة نووياً التي تحتل وتضطهد وترتكب جرائم يومية موثقة ضد الفلسطينيين".
وفي مقابلة مباشرة مع الإعلامية كريستيان أمانبور على شبكة سي ان ان، أجريت عن بعد من مكتب جلالة الملكة في عمان، قالت جلالتها أن الشعب الأردني متحدٌ "في الحزن والألم والصدمة" على الخسائر البشرية الكبيرة بين المدنيين خلال الأيام الثمانية عشر الماضية من الحرب.
وقالت جلالتها "رأينا أمهات فلسطينيات اضطررن لكتابة أسماء أطفالهن على أيديهم بسبب الاحتمالات الكبيرة لتعرضهم للقصف حتى الموت وتحول أجسادهم إلى جثث وأشلاء". وأضافت "أريد فقط أن أذكّر العالم بأن الأمهات الفلسطينيات يحبون أطفالهن تماماً كما تحب أي أم أخرى أطفالها في العالم. وبالنسبة لهم أن يمروا بهذا، فهو أمر لا يصدق".
وأكدت جلالتها على موقف الأردن الواضح في إدانة قتل أي مدني، سواء كان فلسطينياً أو "إسرائيلياً". وقالت "هذا هو موقف الأردن الأخلاقي والأدبي. كما أنه موقف الإسلام، فالإسلام يدين قتل المدنيين". مشيرة إلى أن الإسلام يمنع المسلمين من قتل امرأة أو طفل أو كبير في السن، أو قطع شجرة أو إيذاء كاهن.
وشددت جلالتها على أن قواعد الاشتباك يجب أن تُطبق على الجميع، مشيرة إلى أن تل أبيب ترتكب أعمالاً وحشية تحت غطاء الدفاع عن النفس.
وقالت جلالتها "استشهد ستة آلاف مدني حتى الآن، 2400 طفل، كيف يمكن اعتبار ذلك دفاعاً عن النفس؟ نرى مجازر على نطاق واسع باستخدام أسلحة عالية الدقة. لذا وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، رأينا القصف العشوائي على غزة. تمت إبادة عائلات بأكملها، وتسوية أحياء سكنية بالأرض، واستهداف المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد والعاملين في المجال الطبي والصحفيين وعمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة. كيف يعتبر هذا دفاعاً عن النفس؟".
وأشارت جلالتها أنه بالنسبة للكثيرين في المنطقة العالم الغربي متواطئ في هذه الحرب من خلال الدعم والغطاء الذي يمنحه لتل أبيب وقالت: "هذه المرة الأولى في التاريخ الحديث التي نشهد فيها مثل هذه المعاناة الإنسانية والعالم حتى لا يدعو إلى وقف إطلاق النار" وأضافت "ينظر الكثيرون في العالم العربي إلى العالم الغربي ليس باعتباره متساهلا مع هذا الأمر فحسب، بل باعتباره متعاون ومحرض".
وفي الحديث عما يعانيه الشعب الفلسطيني قالت جلالتها "هناك أكثر من 500 حاجز تفتيش منتشرة في جميع أنحاء الضفة الغربية. وهناك الجدار العازل الذي اعتبرته محكمة العدل الدولية غير قانوني، والذي قسم الأراضي إلى مائتي منطقة محصورة ومنفصلة. وقد رأيتم التوسع الجائر للمستوطنات على الأراضي الفلسطينية، والتي قطّعت الاتصال الجغرافي للمناطق وجعلت من قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات حكم ذاتي أمرا غير قابل للتطبيق".
وذكرت جلالتها أن تل أبيب تنتهك ما لا يقل عن ثلاثين قراراً متعلق بالأمن للأمم المتحدة "تطالبها وحدها بالعمل على الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967، ووقف الاستيطان والجدار العازل وانتهاكات حقوق الإنسان"، واشارت جلالتها إلى أن تل أبيب تم تصنيفها على أنها “نظام فصل عنصري” من قبل منظمات حقوق الإنسان "الإسرائيلية" والدولية.
وبالإشارة إلى الحل العسكري للصراع، قالت جلالتها "النصر أسطورة يصنعها الساسة من أجل تبرير الخسائر الفادحة في الأرواح" وأضافت "لا يمكن التوصل إلى حل إلا حول طاولة المفاوضات. وهناك طريق واحد فقط لتحقيق ذلك، وهو إقامة دولة فلسطينية حرة وذات سيادة ومستقلة تعيش جنباً إلى جنب بسلام وأمن مع تل أبيب".
وبينت جلالتها أن حلفاء تل أبيب لا يقدمون خدمة لها عبر تقديم الدعم الأعمى لها، "إن تعجيل وتوسيع نطاق توفير الأسلحة الفتاكة لتل أبيب لن يؤدي إلا إلى توسع هذا الصراع. ولن يؤدي إلا إلى إطالة أمد المعاناة وتعميقها".
وفي انتقاد لدور الإعلام في تغطية الصراع الحالي أشارت جلالتها إلى المعايير المزدوجة لدى المحاورين في الغرب والذين يطلبون ممن يمثلون الجانب الفلسطيني إصدار إدانات فورية "يتم امتحان إنسانيتهم في بداية المقابلة، وعليهم تقديم أوراق اعتمادهم الأخلاقية".
وقالت "نحن لا نرى مطالبة المسؤولين في تل أبيب بالإدانة، وعندما يتم ذلك، يتقبل الناس بسهولة (بالادعاء بـ) "حقنا في الدفاع عن أنفسنا". لم أر مسؤولاً غربياً قط يقول هذه الجملة: للفلسطينيين الحق في الدفاع عن أنفسهم".
كما تحدثت جلالتها عن قمع مظاهر التضامن الفلسطيني في الديمقراطيات الغربية مشيرة إلى أنه عندما يحتشد الناس لدعم تل أبيب فإنهم يمارسون حقهم في التجمع. لكن عندما يجتمعون من أجل فلسطين يعتبرون متعاطفين مع الإرهابيين أو معادين للسامية.
وقالت "حرية التعبير هي قيمة عالمية إلا عندما تذكر فلسطين".