في ظل حالة من الاستقطاب والانقسام الحاد في العالم جراء عدوان الاحتلال على غزة، تبرز أهمية المواقف المؤيدة للفلسطينيين وقضيتهم التي وإن غابت عن المشهد السياسي أحياناً، إلا أنها سرعان ما تعود إلى واجهة الأحداث.
مر أكثر من عشرة أيام على عملية طوفان الأقصى وبدء قصف ومجازر الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة، ما دفع الشعوب إلى الاصطفاف مع أحد الجانبين، وفتح حوار حول أحقية هذا أو ذاك خاصة على منصات التواصل الاجتماعي.
هذه الاصطفافات انعكست على الأرض من خلال مسيرات خرجت في مختلف دول العالم من شرقه إلى غربه رغم منع ما يتضامن مع الفلسطينيين منها في بعض المدن، فيما برزت وقفة احتجاجية دعماً لغزة والفلسطينيين نفذها أمريكيون يهود أمام الكونغرس بدعوة من حركة "الصوت اليهودي من أجل السلام"، تخللها دخول العديد منهم إلى أحد المباني التابعة للكونغرس والاعتصام هناك قبل أن تعتقل الشرطة عدداً منهم.
زيارة بايدن إلى "إسرائيل" مخزية ومقيتة على مدى الأيام العشرة الماضية رأينا الحكومة "الإسرائيلية" والجيش "الإسرائيلي" يسقطان أكثر من 6000 قنبلة على مليوني فلسطيني يعيشون في واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على هذا الكوكب وعدد القنابل هذا يفوق عدد القنابل التي أسقطتها الولايات المتحدة على أفغانستان خلال عام واحد.
مسيرات أخرى خرجت في ألمانيا طالبت بوقف ما وصفته بالإبادة الجماعية في غزة قبل أن تفرقها الشرطة، وكذلك أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، ودول عربية وغربية أخرى، وسط دعوات للضمير الإنساني بأن يستيقظ ويحاسب الاحتلال على جرائمه المتواصلة بحق الفلسطينيين.