طالب المطران المقدسي منيب يونان بوقف محاولات "تهويد القدس والأماكن الدينية في بيت لحم و البلدة القديمة سواء الإسلامية أو المسيحية"، وأكّد أن يزور لندن لتحميل حكومة بريطانيا "المسؤولية التاريخية لمآسي الفلسطينيين منذ النكبة" وقيام الاحتلال عام 1948.
اقرأ أيضاً : خوري يشيد بمواقف أكثر من 30 كنيسة أمريكية تحذر بايدن من استهداف الوجود المسيحي بالقدس
وفي حوارات "وطنية توعوية سياسية"، قال رئيس اتحاد الكنائس اللوثرية السابق إنه جاء "للتعريف بأحوال المسيحيين المنسيين في القدس (..) والمطالبة بإيجاد حل عادل وسلمي للقضية الفلسطينية باعتبارها مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط الذي يمتاز بتنوعه الثقافي والحضاري".
وفي أول زيارة له بهذا "الزخم السياسي النضالي"، شكا د.يونان من أن "المسيحيين والمسلمين يتعرضون لاعتداءات ومضايقات على يد الاحتلال" وحثّ المسيحيين على التمسك بوطنهم ورفض مغريات الهجرة عن ديارهم.
كما رفض وصفهم "بالأقلية أو من أهل الذمّة هما تضاءلت أعدادهم في فلسطين"، مؤكدا "أنهم جزء أصيل العربي لا ينفكون عن هويته وثقافته".
ومنذ النكبة عام 1948، يتناقص عدد المسيحيين في فلسطين من مئات الآلاف إلى أقل من 1.25 % من عدد سكان الضفة الغربية وقطاع غزّة؛ بحدود 50 ألفاً إلى جانب 170 ألف في كيان الاحتلال. عربي فلسطيني مسيحي وأصر المطران المقدسي على التعريف بنفسه على أنه "عربي فلسطيني مسيحي يحمل حتى الآن بطاقة "الأونروا" الخاصة باللاجئين الفلسطينيين منذ النكبة".
مهد وعد بلفور المشؤوم يزور المطران يونان عاصمة "وعد بلفور" - الذي منح اليهود عام 1917 "وطنا قوميا في فلسطين" التاريخية - لمساجلة تشريعيين في مجلس اللوردات والمشاركة في ندوات "توعوية وطنية سياسية" حول حق الفلسطينيين في وطنهم التاريخي ومعاناتهم تحت الاحتلال.
وشرح لشخصيات سياسية وتشريعية ودينية في بريطانيا ما تتعرض له "الكنائس والمسجد الأقصى من انتهاكات واقتحامات متكررة" في سياق "محاولات طمس معالم القدس القديمة وأحيائها" خصوصا حي الشيخ جرّاح.
د. مكرم خوري رئيس مركز كامبردج للدراسات الفلسطينية، الذي نظّم زيارة المطران على مدى خمسة أيام، قال من جانبه "إن معاناة مسيحيي فلسطين تنسحب على جميع الشعب الفلسطيني"، لافتا إلى "أهمية إسماع صوتهم في الغرب في نقل عذابات الفلسطينيين".
شارك في أنشطة المطران المقدسي وزير شؤون الكنائس الاسكتلندية ويليام مكلارين الذي استذكر كيف اكتشف "انعدام العدالة" للفلسطينيين المسيحيين في القدس بعد عمله في إحدى كنائسها.
كما تحدّث السفير الفلسطيني المتجول عفيف إميل صافية عن اضطهاد المسيحيين ومحاولات "اقتلاعِهم" منذ نشوء الاحتلال. ورفض ما وصفَها بسياسات الاحتلال والغرب لبث التخويف والتضليل فيما بات يعرف "بالإسلاموفوبيا وعرب فوبيا" مشيدا بـالتلاحم الإسلامي- المسيحي في فلسطين عبر التاريخ.
وأنشد فلسطينيون وعرب آخرون وأجانب نشيد "موطني" في الكنيسة اللوثرية الدنماركية بلندن.