تعرضت عدة دول حول العالم خلال الـ 12 يومًا الأولى من شهر أيلول/ سبتمبر لسلسلة من الكوارث الطبيعية الهائلة التي أثرت على حياة المواطنين وتسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة.
اقرأ أيضاً : زلزال بقوة 5.1 ريختر يضرب شمال إيطاليا
تلك الكوارث التي طالت 11 دولة على مختلف القارات تشكلت نتيجة لظواهر مناخية متطرفة، وتعكس تأثيرات تغير المناخ المتزايدة.
الكوارث روعت سكان عدة مناطق بخمس قارات، وخلفت مدن منكوبة، وكلفت خسائر بشرية جسيمة لا يمكن نسيانها، وأقلها خسائر مادية بمليارات الدولارات.
أعلنت السلطات الليبية أن مدينة درنة أصبحت منكوبة بالكامل، عقب إعصار دانيال المدمر، وما خلفه من فيضانات عقب انهيار سدين، وتدفق مياههما بقوة، لتجرف معها كل ما في طريقها من أبنية وجسور وطرق.
وأعلنت الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن عدد الوفيات بلغ أكثر من 11300 ألفا.
ويشار إلى أن جثث الضحايا منتشرة في درنة، ونحو ألف شخصٍ دُفنوا في مقابر جماعية.
اقرأ أيضاً : بعد أسبوع من الفيضانات في ليبيا.. الشرق يواصل لملمة جراحه وإحصاء الضحايا - فيديو
وفي المغرب، ضرب زلزال مدمر بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، في الثامن من أيلول/سبتمبر الجاري، تسبب في ارتفاع مستوى سطح الأرض بنحو عشرين سنتيمتراً عند مركز الزلزال.
أعلنت وزارة الداخلية المغربية، أن الزلزال أسفر عن مقتل 2946 شخص، وإصابة 6125.
وأعلن الديوان الملكي المغربي انهيار نحو 50 ألف منزل بشكل كلي أو جزئي جراء الزلزال.
أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية، حالة "إنذار برتقالي"، الأحد، في 10 أقاليم جديدة بسبب عواصف رعدية، ليصل عدد الأقاليم إلى 33 إقليما.
واجتاحت أمطار غزيرة جنوب فرنسا، وتسببت بفيضانات عارمة وتحولت طرقات لأنهار، وأغرقت مركبات.
ضربت صواعق رعدية وسيول جارفة اليمن، السبت الماضي، وتسببت بمقتل ست نساء ورجل في غرب اليمن، فيما قضت امرأة في سيول أدت كذلك إلى تدمير عشرات المنازل، كما أصيب ثلاثة أشخاص بجروح.
ومنذ بداية العام الجاري، ذكرت الأمم المتحدة، أن تقلبات الطقس في اليمن أدت إلى نزوح أكثر من 200 ألف شخص عن منازلهم.
واندلع حريق بغابات منطقة عش الباز بيولمات في الجزائر، الجمعة، وحريق آخر في غابة مهوي قرب مدينة تيشي، وحريق ثالث في غابة قرية إيغداسن بولاية تيزي وزو.
وفي ذات السياق، أدت حرائق استعرت في غابات بها أشجار مثمرة، بذات المناطق في الجزائر نهاية تموز/ يوليو، أدت إلى مصرع 34 شخصا.
أثرت العاصفة "دانيال" أولاً على اليونان، حيث شهدت هطول أمطار غزيرة جعلت الشوارع تتحول إلى أنهار وأغرقت القرى بأكملها. وقد لاقى عدد من الأشخاص حتفهم جراء هذه العاصفة التي وصفها رئيس الوزراء اليوناني بأنها "إحدى أقوى العواصف التي ضربت أوروبا".
واستمرت حرائق استعرت بمنطقة "إيفروس" الشمالية الشرقية، لنحو أسبوعين، في التاسع عشر من أغسطس الماضي.
وانتشرت الحرائق على أكثر من 292 ألف و587 هكتار من مساحة الغابات، حيث أشارت المفوضية الأوروبية أن الحريق هو الأكبر خلال الأعوام العشرين الماضية.
تأثرت جارة اليونان، تركيا، بالعاصفة أيضًا، حيث سجلت وفيات واضطر سكان بعض المناطق إلى المشي في مياه مرتفعة جداً وسط الأشجار المتساقطة. وشهدت أجزاء من إسطنبول سيولاً مفاجئة أسفرت عن وفاة شخصين على الأقل.
أثرت العاصفة "دانا" على إسبانيا وتسببت في هطول أمطار غزيرة في مختلف مناطق البلاد، مما أدى إلى وفاة 3 أشخاص على الأقل وتدمير العديد من المنازل والبنية التحتية.
شهدت تايوان تأثير إعصاري "ساولا" و"هايكوي" في الأسبوع الأول من سبتمبر، حيث ألحقوا أضراراً واسعة النطاق بالجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، مما أدى إلى إجلاء الآلاف من منازلهم وترك عشرات الآلاف من المنازل دون كهرباء.
شهدت سواحل جنوب إفريقيا مدًا قويًا وأمواجًا ضخمة بارتفاع يصل إلى 4 أمتار نتيجة لرياح عاتية، مما تسبب في غمر شوارع ومنازل في بعض المناطق ووفاة امرأة عمرها 92 عامًا بسبب سوء الأحوال الجوية.
رغم إغلاق المدارس والشركات في هونغ كونغ بسبب إعصار "ساولا"، إلا أن الضرر الحقيقي جاء بعد أسبوع عندما تعرضت المدينة لعاصفة مفاجئة، حيث غمرت الفيضانات محطات المترو وحاصرت أنهار المياه الطرق. سجلت أعلى معدل لهطول الأمطار في الساعة منذ عام 1884.
تعرضت أجزاء من جنوب الصين، بما في ذلك مدينة شنجن، لتأثير الإعصارين "ساولا" و"هايكوي"، مما تسبب في أضرار كبيرة. هذه الإعصارات تسببت في تدمير الممتلكات وتشريد العديد من السكان. حيث قطعت الفيضانات الشوارع وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات في بعض المناطق.
شهدت ولاية ريو غراندي دو سول في البرازيل أمطارًا غزيرة وفيضانات خلال الأسبوع الماضي، مما أدى إلى وفاة أكثر من 30 شخصًا وتدمير العديد من الممتلكات. هذه الفيضانات تعد أسوأ كارثة طبيعية تضرب الولاية منذ عقود، وذلك حسب تصريح عالمة الأرصاد الجوية البرازيلية.
في غرب الولايات المتحدة، ضربت عاصفة ممطرة غزيرة المناطق، مما أسفر عن حدوث فيضانات وانقطاع السبل في صحراء نيفادا. في الوقت نفسه، تعرضت ولاية ماساتشوستس في الشمال الشرقي لأمطار غزيرة مما تسبب في تدمير مئات المنازل والشركات والبنية التحتية، بما في ذلك الجسور والطرق.
تظهر هذه الكوارث الطبيعية المتتالية خطورة تغير المناخ والحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لهذه التحديات. وتسلط هذه الأحداث الضوء على أهمية تعزيز استعداد الحكومات وتبني استراتيجيات مناخية للتعامل مع مثل هذه الكوارث في المستقبل.