مضت العاصفة ولا زال سكان مدينة درنة المدمّرة يكابدون للبحث عن جزء من أبنائهم بعد أن دفنوا الجزء الآخر، مبانٍ دمرت ومعالمٌ طمست والبحر ما زال يلفظ جثامين الضحايا وساعة بعد ساعة تتكشف ملامح المأساة التي أودت بحياة 5300 على الأقل ونحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين في حصيلة تخشى السلطات أن تكون النهائية أكبر بكثير.
اقرأ أيضاً : الدبيبة: إنقاذ أكثر من 300 شخص في درنة بينهم 13 طفلا جراء إعصار دانيال
ربع مدينة درنة قد اختفى أهذا كابوس أم الواقع المحتوم قد لاح في الأفق، ليتسبب انهيار سدين في الجبال المطلة على المدينة، بجرف مبان بأكملها وجثث ملفوفة بأغطية تفترش العراء ودعوة لرجال الإنقاذ إلى توفير المزيد من أكياس الجثث لنقلها.
لا تزال المناشدات مستمرة ممن خرجوا أحياء، فهم الآن بلا مأوى ومن تحصّل على المأوى فهو بلا غذاء، وبحسب المنظمة الدولية للهجرة فما لا يقل عن 30 ألف شخص أصبحوا مشردين فيما نزح ثلاثة آلاف شخص من البيضاء وأكثر من ألفين من بنغازي ومدن أخرى تقع إلى الغرب.
وتتوالى المساعدات الدولية والعربية لمواجهة تداعيات المأساة الإنسانية فقد سيّر الأردن ثاني طائراته وعلى متنها فريق بحث وإنقاذ دولي أردني يضم 88 عضوًا من بينهم 5 أطباء من الخدمات الطبية الملكية، ومساعدات إغاثية لوجيستية وطبية،
ومن مصر أقلعت 3 طائرات نقل عسكرية محملة بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية ويستكمل الجسر الجوي القطري لإيصال المساعدات إلى الشرق الليبي وغيرها من الدول التي تتسابق لمواجهة تبعات الإعصار بعد أن فاق حجم الكارثة القدرات المحلية للإنقاذ في بلد مزقته الحروب على مدى سنوات سنوات مضت.