تُعَدُّ مشكلة الكلاب الضالة في بلدة الصفاوي، التابعة لمحافظة المفرق، من أكثر المشاكل المستعصية التي تواجه سكان المنطقة. فالكلاب الضالة لم تعد تشكل مجرد إزعاج للسكان واحتمالية هجومها عليهم، بل أصبحت خطرًا يهدد سلامتهم وسلامة أطفالهم أثناء الذهاب إلى المدارس والعودة منها. تتنذر هذه المشكلة بكارثة بيئية وصحية تتطلب اتخاذ إجراءات جادة للحد من انتشار هذه الآفة.
اقرأ أيضاً : كلب يعقر طفلا في محافظة المفرق
وتتزايد أعداد الكلاب الضالة يومًا بعد يوم في بلدة الصفاوي، حيث تجتاح الأحياء السكنية ليلاً ونهارًا، وتهدد قاطنيها بكل أعمارهم وفئاتهم. بالإضافة إلى ذلك، تمثل هذه الكلاب خطرًا على الحيوانات الموجودة في المنطقة، مثل المواشي والأغنام، حيث تفتك بها الكلاب وتسبب خسائر فادحة لأصحابها.
وما يجعل الوضع أكثر خطورة هو أن المستشفى الأقرب للمنطقة يبعد 70 كيلومترًا، مما يعني أن الحالات التي تتعرض لعض من الكلاب تحتاج إلى نقلها لمسافات طويلة للحصول على الرعاية الصحية. هذا يجعل العملية صعبة ومكلفة، حيث يتكبد الحكومة والأهالي تكاليف علاجية تصل إلى 600 دينار للفرد الواحد.
ومنذ أكثر من عامين، صدرت قرارات حكومية تحظر قنص الكلاب الضالة في جميع بلديات المحافظات، ولكن لا تزال المشكلة تتفاقم ولا يبدو أن هناك حلاً جذريًا لهذه الآفة. تبدو الجهات المعنية مكتفية بالمواعيد والوعود، دون أن يتم اتخاذ إجراءات فعلية لمواجهة هذا التحدي.
وعلى الرغم من القرارات الحكومية، يجد سكان الصفاوي أنفسهم عاجزين عن حماية أنفسهم وأطفالهم من هجمات الكلاب الضالة. ومع زيادة أعداد الكلاب وتنامي خطورتها، يجد الأهالي صعوبة في القيام بنشاطاتهم اليومية بسلام وأمان.
من أجل حل مشكلة الكلاب الضالة في بلدة الصفاوي، يجب أن تتخذ الحكومة خطوات فورية وفعالة. إلزام بلديات المحافظات بتنفيذ إجراءات قنص الكلاب الضالة وتطبيق العقوبات الرادعة على المخالفين يعد أمرًا ضروريًا. كما يجب تعزيز الرقابة على الأماكن القريبة من المناطق السكنية للحيلولة دون اقتراب الكلاب الضالة من البيوت والأهالي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن تنظيم حملات توعية للسكان حول خطورة الكلاب الضالة وكيفية التعامل معها، مما يساهم في زيادة الوعي المجتمعي بالمشكلة وتشجيع المبادرات الشخصية لمواجهتها.