بعد نحو 37 عاماً من العمل كصياد سمك في شمال سوريا، اضطر اسماعيل الهلال إلى التخلّي عن المهنة التي كانت أقرب إلى قلبه، بسبب تراجع ثروة الأسماك في نهر الفرات الذي يتهدد بالجفاف، وذلك وفقًا لما صرّح به الهلال نفسه.
بمسؤولية العائلة واعتياده على صيد السمك في بحيرة الأسد، وهي بحيرة اصطناعية يشكّلها سدّ مقام على نهر الفرات في ريف الرقة الشرقي، كان يعول على مدخولها لإعالة أسرته المكونة من سبعة أطفال. وبناءً على الظروف الصعبة وتراجع المياه في البحيرة وجفاف نهر الفرات خلال السنوات الأخيرة، لم يعد بإمكانه كسب رزقه من صيد السمك.
اقرأ أيضاً : نفوق آلاف الأسماك على ساحل خليج تكساس الأمريكي - فيديو
تفاقمت المشكلة بسبب ارتفاع مستوى التلوث والصيد غير القانوني خاصةً في مواسم تكاثر الأسماك، مما أدى تدريجياً إلى انخفاض ثروة الأسماك في المنطقة وتأثر صياديها بشكل كبير.
يشير الهلال إلى أن العديد من الصيادين قد تخلّوا عن مهنتهم نتيجة تراجع الأسماك وزيادة تكاليف معدّات الصيد. في الماضي، كان هناك توازن بين تكلفة معدات الصيد وأسعار بيع الأسماك وكمياتها، ولكن اليوم، أصبح الصيادون عاجزين عن اصطياد نسبة كبيرة مما كانوا يجلبونه في السابق.
تعكف الهلال حاليًا على عمله في مطعم للسمك في الطبقة، حيث يقوم بشواء أسماك من مختلف الأنواع والأحجام. ومع مرور الوقت، أصبح متخصصًا في معرفة أنواع الأسماك بدقة. ويوضح كيف انخفض معدل تكاثر الأسماك بشكل كبير، مما يجعل من الصعب على الصيادين العثور على بعض الأنواع النادرة مثل سمك البوري.
تعكس قصة اسماعيل الهلال حالة الصيادين في المنطقة، الذين يواجهون تحديات كبيرة في ظل تراجع ثروة الأسماك وجفاف نهر الفرات. تحتاج المنطقة إلى تدابير عاجلة لمواجهة هذه المشكلة والحفاظ على استدامة مصادر الغذاء ومهنة الصيد لهؤلاء الصيادين الذين يعتمدون عليها لقوت يومهم.