خلدت "المقابر الملكية" في مدينة أماسيا شمال تركيا، ذكرى ملوك بونتوس، الذين كانوا حتى فترة ما قبل الميلاد ينحتون قبورهم داخل صخور الجبال على نحو مميز، حيث تحتضن "المقابر الملكية"، وأدرجت في القائمة المؤقتة للتراث العالمي، باتت من أبرز الوجهات السياحية في تركيا.
اقرأ أيضاً : سوريا تقرر إعادة فتح معبر باب الهوى لعبور المساعدات الإنسانية
خلفَ هذا الجمالِ الهادئ على ضفافِ نهر "يشيل إيرمق" بين الجبالِ وفوقَ ساحلِ البحرِ الأسود، تاريخٌ صاخبٌ جعلَ من مدينةِ أماسيا شمالَ تركيا، متحفاً واسعاً في الهواء الطلق.. فمن هُنا اندلعت شرارةُ حربِ الاستقلالِ قبلَ مئةِ عام، وتخرج سبعةُ سلاطينَ للدولةِ العثمانية، واستوطن قلعتَها جنودُ الفرسِ والرومان، ونحت ملوكُ بونتوس مقابرَهم في الصخر.
ويعود تاريخ أماسيا إلى 8500 عام، وقد عاشت تحت حكم 19 دولة، وشهدت 14 حضارة وعددًا كبيرًا من الإمبراطوريات. كان أبرزها إمبراطورية بونتوس التي أسسها برازوس الأول عام 301 قبل الميلاد، واستمرت لمدة 300 عام، واتخذ ملوك بونتوس أماسيا عاصمة لهم لمدة 250 عاما.
هناك 21 مقبرة صخرية على طول وادي نهر يشيل، وتعود أول مقبرة على الجانب الأيمن للملك المؤسس ميثريدات كيتيس، وبجوارها توجد مقبرة ابنه آريو بارزانا، ثم مقبرة الملك الميثريدات الثانية. أما المجموعة الثانية الموجودة على الجانب الأيسر، فتعود المقبرة الأولى للملك الثالث ميثريدات، والمقبرة الأخيرة والأكبر للملك الأول فارنيكس.
أنشأ ملوك بونتوس هذه المقابر كتمائم رمزية وتشبه تلك الموجودة في مصر، إلا أن الرومان عندما استولوا على أماسيا بين عامي 1075 و1080، أفرغوا المقابر بأمر من الملك دانشمنت غازي.