بهدف إعادة بعث ملف انضمام كييف لتكتل الناتو.. جاءت تحركات طارئة وسريعة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبيل قمة تاريخية وحاسمة لحلف شمال الأطلسي في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، تصب في إطار حشد التأييد أملًا بالانتقال من مرحلة الوعود الواضحة والغامضة في آن واحد بأن أوكرانيا ستكون عضوًا في الناتو يومًا ما إلى إجراءات ملموسة على الأرض.
اقرأ أيضاً : النواب الروسي: قانون جديد يحظر تغيير الجنس لحماية الأسرة والمجتمع
من العاصمة التشيكية براغ جاء إعلان الرئيس الأوكراني عن حاجة بلاده إلى الصدق في علاقاته مع حلف شمال الأطلسي فربما كان يريدها فرصة لإظهار قوة هذا الحلف وإرسال رسالة لموسكو بطبيعة الحال.
لقاء استمر قرابة الساعتين ونصف تتبع حيثياته الكرملين.. جمع زيلينسكي بنظيره التركي رجب طيب إردوغان رئيس دولة الدعم الدائم لكييف والشريك الاقتصادي لموسكو ناقش مستجدات الحرب الروسية الأوكرانية، واتفاقية ممر الحبوب عبر البحر الأسود، لينتهي بتأكيد إردوغان استحقاق أوكرانيا عضوية حلف الناتو، وتصريح زيلينسكي، بأن بلاده تريد تنفيذ خطة السلام، بقيادة تركية.
فهل تنجح تركيا بإعادة طرفي الحرب إلى طاولة الحوار مجددًا؟ كعادتها لن تفوت فرصة تذكير حلفائها الغربيين بأهمية دورها في إعادة إحياء المفاوضات. فهي الدولة الوحيدة العضو في حلف الناتو المعروفة بأنها من الأسرة الغربية حافظت على علاقات متوازنة ويمكن وصفها بـ القريبة وحتى إلى مرحلة الشراكة في ملفات عديدة مع موسكو.
وعلى قدم وساق، يكثف حلف الناتو استعداداته لقمته السنوية المقرر عقدها بعد 48 ساعة من اليوم، وسط تعزيزات أمنية للبلد الواقع على حدود روسيا وبيلاروسيا. ومع دخول العملية العسكرية في أوكرانيا كما يصفها الروس منعطفًا جديدًا وسط هجوم كييف المضاد وفي أعقاب تمرد مجموعة فاغنر،
تأتي القمة في وقت حرج بالنسبة للحلف والأمن الأوروبي وسط تطلع أوكرانيا للانضمام.. فالفرصة ما تزال متاحة والباب لم يغلق بعد.