بين الرضى الذي عبر عنه اللبنانيون حيال زيارة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت, وبين الصورة الشديدة التعقيد التي تظهرت لدى الموفد الفرنسي بصعوبة الانقسامات اللبنانية حيال الأزمة والتضارب في الرؤى حيال المخارج الممكنة لها، يمكن القول بان الانطباعات الموضوعية لا تبعث إطلاقاً على التفاؤل بأيّ تبديل وشيك في معالم الأزمة.
اقرأ أيضاً : تقرير: محركات الرئاسة اللبنانية تدور والمعارضة تتفق على مرشح بوجه فرنجية
مسح سياسي شامل أجراه لودريان لم يكن محصوراً بالكتل النيابية، وإنما تجاوزها ليشمل المرشحين للرئاسة. سيرفع تقريره إلى الرئيس الفرنسي ومنه سيفتح باب التشاور على أوسع نطاق مع الشركاء الخمسة لفرنسا وفي مقدمهم الرياض لبلورة مجموعة من الأفكار يعود بها إلى بيروت في تموز المقبل وبدا لافتا ما اعلنه في ختام جولته عن انه سيعمل على تسهيل "حوار بناء وجامع بين اللبنانيين".
انطلاقا من هذه الوقائع ترجم وقوف الرياض على الحياد بشكل واضح انقساما عاموديا في مجلس النواب وبخيارات عدد لا يستهان به من النواب السنة الذين غالبا ما يتأثرون بالموقف السعودي.
الكل يراهن على الوقت ويرمي الكرة في ملعب اللبنانيين الذين يبدو انهم ليسوا جاهزين حتى الساعة لتسجيل هدف في مرمى الرئاسة.
وهم عادوا الى الوقوف على رصيف الانتظار قبل عودة لودريان في زيارة ستكون مفصلية وستعطي مؤشرات حول مصير حراكه.
لبنان الذي اعتاد تاريخياً، على تجربة تصارع الأضداد، أو التقاء الأطراف المتناقضة لانتاج التسويات فيه يعيش حالياً في وقت ضائع وكل المعطيات تشير الى انه لا بد من التعايش مع الفراغ الطويل، بانتظار نضوج ظروف معينة تنتج حلا توافقيا.