أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية الاستفادة من الموقع الحيوي للواء الرصيفة في المجال الصناعي، لافتا إلى أهمية دعم القطاع الخاص لإقامة المشروعات بما يعود بالنفع على أهالي اللواء ويخفف من الأعباء المعيشية.
اقرأ أيضاً : الملك: نعمل ليلا نهارا لحماية إخواننا الفلسطينيين
ولفت جلالة الملك خلال زيارته إلى لواء الرصيفة، الاثنين، ولقائه عددا من وجهاء وأبناء وبنات اللواء، إلى أن الرصيفة تعد من أعلى المناطق كثافة سكانية وهذا يتطلب مضاعفة الجهود والعمل بروح الفريق لتقديم أفضل ما يمكن للأهالي، بخاصة في الخدمات البلدية.
وتطرق جلالته إلى خطط الحكومة لتطوير الخدمات التعليمية والصحية والبيئية باللواء، مؤكدا أهمية الاستفادة من الأراضي بالطريقة الأمثل لخدمة الرصيفة وأبنائها.
ونوه جلالة الملك في اللقاء، الذي عقد في الحديقة البيئية بالرصيفة، إلى الإنجاز الجديد في مشروع تأهيل تلال الفوسفات، مشيرا إلى أهمية أن تنسحب عمليات التأهيل إلى مناطق أخرى.
وفي الشأن المحلي، أعاد جلالته التأكيد على أنه لا تراجع عن تنفيذ خطط التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، مشيرا إلى أهمية الإصلاح الاقتصادي والإداري في محاربة الفقر والبطالة.
من جهتهم، ثمن المتحدثون حرص جلالة الملك على المضي قدما في تنفيذ مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، لافتين إلى مساعي جلالته في الدفاع عن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.
وقدم عدد من المتحدثين مطالب أبناء اللواء، التي تمثلت في قطاعات الصحة والتعليم والشباب والبلديات والخدمات والتنمية.
وأكد الشيخ توفيق الخلايلة أن ما يقوم به جلالة الملك من جهود متواصلة على الساحتين الداخلية والخارجية تعبر عن سياسة حكيمة وحنكة في إدارة دفة الدولة للارتقاء بمكانة الأردن عربيا ودوليا.
وقال إن الأردن أصبح موضع إعجاب الجميع وعلى الأصعدة كافة بفضل قيادة جلالة الملك وقدرته على مخاطبة شعوب العالم، ومساعيه من أجل تحقيق السلام وترسيخ الوئام والدفاع عن المقدسات في القدس الشريف والقضية الفلسطينية.
واطلع جلالته كذلك على مشروع إعادة تأهيل تلال الفوسفات في لواء الرصيفة، الذي بدأ العمل فيه عام 2021.
واستمع جلالته إلى شرح قدمه رئيس الوزراء بالوكالة توفيق كريشان، رئيس لجنة متابعة مشروع إعادة تأهيل تلال الفوسفات، بين فيه أن المشروع يشمل إعادة تأهيل وتحسين مساحة 1700 دونم (ما يقرب 2 كم مربع)، ضمن جهود حل مشاكل المنطقة بيئيا.
وأشار كريشان إلى أن العمل استهدف المناطق التي كانت تشكل بؤرا للتلوث البيئي، وشمل إعادة التأهيل إقامة حديقة بيئية وتنفيذ جدار لحماية المنطقة المؤهلة وزراعة أشجار محيطة بالحديقة وإعادة تأهيل سوق الحلال.
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات الأردنية الدكتور محمد الذنيبات إن كلفة المشروع بلغت حوالي 35 مليون دينار وجرى تقسيمه إلى 3 مناطق رئيسة.
وبين أن حجم المخلفات التي تمت إزالتها وصل إلى 15 مليون متر مكعب وبمساحة إجمالية 1800 دونم، لافتا إلى أن الشركة سعت لإعادة تأهيل مناجم الفوسفات بالرصيفة وفقاً للرؤية الملكية السامية بهدف خدمة وإظهار المدينة بالشكل الأجمل.
وقال الذنيبات إن مشروع تلال الفوسفات بالرصيفة يعد أكبر مشروع بيئي يعالج قضايا البيئة الناجمة عن أعمال التعدين، وأن شركة الفوسفات استثمرت بمشروع التأهيل من خلال كربلة وشحن2.3 مليون طن فوسفات.
وقدم أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة عرضا حول جهود الأمانة التي عملت في المرحلة الأولى على تهيئة 240 دونما من أصل 600 دونم لزراعتها على مراحل، إذ تم زراعة 25 دونما منها، وأعدت الأراضي من خلال توريد التربة الحمراء الصالحة للزراعة.
وأشار إلى أن الأمانة عملت على إجراء فحوصات للتربة بالتعاون مع المركز الوطني للبحوث الزراعية، وتحديد أنواع النباتات التي تتناسب وطبيعة التربة وتتحمل الظروف المناخية للمنطقة، ولا تحتاج إلى كمية كبيرة من المياه.
وافتتح جلالة الملك الحديقة البيئية التي تضم 15 ألف شجرة على مساحة 76 دونما، محاطة بـ100 دونم أخرى زُرعت بنحو 3 آلاف شجرة على أرض تعود ملكيتها لوزارة البيئة.
واطلع جلالة الملك على مرافق الحديقة، التي أقيمت بكلفة 2.5 مليون دينار ضمن مشروع إعادة تأهيل تلال الفوسفات، داعيا جلالته إلى العمل على خطة للاستفادة من الأراضي التي تمت إعادة تأهيلها، لتنعكس الفائدة على أبناء لواء الرصيفة بيئيا وتنمويا.
وأشار جلالته إلى أهمية أن تكون هنالك آلية لمعالجة المشاكل في المناطق المتبقية وتصويب أوضاعها من النواحي البيئية والتنظيمية والخدمية.
واستمع جلالة الملك إلى شرح قدمه كريشان حول الحديقة، التي تم تنفيذها من قبل وزارة التخطيط والتعاون الدولي وصندوق حماية البيئة، فيما ستتولى وزارة الإدارة المحلية الإشراف على الحديقة لضمان استدامتها والمحافظة عليها.
وبين كريشان أن الحديقة ستكون متنفسا للأهالي، بخاصة أنها نموذجية تتضمن عناصر تخدم السكان من مساحات واسعة وألعاب وخدمات متكاملة.
وتحدث رئيس بلدية الرصيفة شادي الزيناتي عن أهمية دور البلدية كوحدة تنمية محلية، تستند إلى رؤى التحديث، لافتا إلى أن بلدية الرصيفة عملت على أتمتة الخدمات التي تقدمها للمواطنين، وتعمل بشراكة مع القطاع الخاص في مجال الاستثمار.
وأشار إلى المعرض الأول الوظيفي الذي نظمته البلدية بمشاركة 64 شركة من القطاع الخاص لتوفير 1500 فرصة عمل لأبناء اللواء، مستعرضا أبرز احتياجات المنطقة من حيث الواقع الخدمي وتنفيذ مشروع ساحة المدينة.
وأشادت النائب السابق الدكتورة ردينة العطي بنهج التواصل الملكي مع أبناء الوطن وبناته، لافتة إلى أهمية الأوراق النقاشية الملكية وتوجيهات جلالة الملك في التمكين الديمقراطي للمرأة الأردنية، التي استطاعت أن تكون عاملا فاعلا ومحركا مركزيا في عملية التحديث السياسي.
وطالبت بإنشاء مشروعات صغيرة لتأمين فرص العمل للمجتمع المحلي، ودعم الجمعيات النسائية، وإقامة مستشفى عسكري في اللواء.
وعرض الوجيه طلال الرماضين أبرز احتياجات لواء الرصيفة على الصعيدين الصحي والتعليمي، مشيرا إلى نقص الكوادر والأجهزة الطبية في مستشفى الأمير فيصل بن الحسين، وحاجته للتوسعة.
وفيما يتعلق بالجانب التعليمي، طالب ببناء مدارس لمعالجة الاكتظاظ في الغرف الصفية، وإنشاء مبنى لمديرية التربية في اللواء، والتوسع بالتعليم المهني.
وثمن رئيس لجنة خدمات مخيم حطين صالح النحالين جهود جلالة الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية في جميع المحافل، والدور التاريخي المهم في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من منطلق الوصاية الهاشمية عليها، ودور جلالته في مخاطبة المجتمع الدولي لاستمرار دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وأعرب عن تقديره للمبادرات الملكية في المخيمات، ودورها في تحسين الواقع الخدمي والتنموي، مستعرضا عددا من مطالب أبناء مخيم حطين ومنها إنشاء مشروعات تنموية لإيجاد فرص عمل.
وقدر الناشط الشبابي أنس بليه عاليا دور جلالة الملك في توجيهاته المستمرة لتمكين الشباب وتوسيع قاعدة مشاركتهم في العمل السياسي ورعايتهم.
وطالب بتوسيع انخراط الشباب في منصات ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، والعمل على تعديل التخصصات الجامعية حسب احتياجات سوق العمل.
وقال رئيس الوزراء بالوكالة توفيق كريشان إن الحكومة خصصت في موازنة عامي 2022-2023 مبالغ مالية من خلال مجلس محافظة الزرقاء لدعم بلدية الرصيفة، وتنفيذ مشاريع تعليمية وتنموية وصحية وخدماتية في اللواء.
وأشار إلى أنه تم استكمال الدراسات لمشروع إعادة تأهيل مستشفى الأمير فيصل بن الحسين وتوسعته بكلفة 8 ملايين دينار، فضلا عن البدء بتزويده بأجهزة ومعدات طبية، وإضافة غرف صفية ورياض أطفال وتوسعة المرافق الرياضية في عدد من المدارس، وتنفيذ العديد من الطرق.
من جهته، أشار رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي إلى المبادرات الملكية التي تم تنفيذها في لواء الرصيفة منذ عام 2006 بكلفة إجمالية تجاوزت 13 مليون دينار في مختلف قطاعات التربية والتعليم والشباب والرياضة والصحة والتنمية الاجتماعية ودعم المشاريع الإنتاجية والبيئة والشؤون البلدية، إضافة إلى المبادرات الملكية في مخيم حطين.
اقرأ أيضاً : الملك: نريد أن تكون الانتخابات المقبلة محطة رئيسة في تاريخ الحياة البرلمانية الأردنية
وأكد أن المبادرات الملكية ستركز خلال الفترة القادمة على المشاريع الإنتاجية والتشغيلية التي توفر فرص العمل للشباب وأبناء المجتمع المحلي.
وحضر اللقاء مدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر الدكتور عاطف الحجايا، ووزير الداخلية مازن الفراية، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، ومدير الأمن العام اللواء عبيدالله المعايطة، ومحافظ الزرقاء حسن الجبور.