ساد الاعتقاد أن أول رواية عربية خرجت من مصر عام 1912؛ ولا يعلم معظم الأردنيين أن ابن بلدة الحصن شمالي الوطن د. عقيل أبو الشعر أنتج سلسلة روايات بعدة لغات أوروبية في تلك الحقبة.
"شخصية استثنائية لم نعرف إنجازاته أو نطلع عليها حتى الآن"، بهذه الكلمات وصفت الباحثة والمؤرخة الأردنية د. هند أبو الشعر قريبها حامل الدكتوراه في الفلسفة والموسيقى في روما.
وفي مقابلة مع برنامج "حلوة يا دنيا"، تحدثت د. ابو الشعر عن رحلتها الصعبة في نفض الغبار عن إرث د. عقيل - رائد الحركة الثقافية والأدبية الأردنية- وطباعة مخطوطاته المعتقة.
اقرأ أيضاً : " نارنجة" تتأهل للقائمة القصيرة لجائزة " جيمس تايت بلاك"
أعمال عقيل الأدبية المنسية سبقت بنصف قرن نتاج "أب الرواية الأردنية" تيسير السبول، التي كانت بعنوان "أنت منذ اليوم".
وفي غياب آثار ابن الحصن عن ذاكرة الوطن، ذهبت المؤرخة إلى باريس بحثا عن مخطوطته الأولى "القدس حرة" في المكتبة الوطنية هناك. وكان ابن الحصن حينها قنصلا للدومنيكان في مدينة مرسيليا الفرنسية المطلة على البحر المتوسط.
واكتشفت الباحثة أن لعقيل - الذي كان يتكلم سبع لغات- عشر روايات منها "الفتاة الأرمنية في قصر يلدز" وديوان شعر بعنوان "حكايات نهر الأردن" ومقطوعات موسيقية متناثرة في مدن أوروبية بعيدا عن مسقط رأسه.
ساعدها في ترجمة درر عقيل من الإسبانية والإيطالية والفرنسية عدد من أساتذة جامعة آل البيت منهم د. عدنان كاظم ود. وائل الربضي. ومن رواياته "إرادة الله"، "نجل"، "وظل وقيود" و "حواري وساتير" (شخص خرافي قبل الأديان).
وتقول د. أبو الشعر عن قريبها - الذي وثقت سيرته الأدبية والأكاديمية قبل تأسيس الأردن الحديث بعقود: "علينا أن نعيد رؤيتنا لأنفسنا" كرواد في الأدب والحضارة، لافتة إلى أن عقيل المشهور عالميا يشكل "ظاهرة يجب أن تعطى اهتماما ليس في الأردن فقط وإنما على مستوى العالم العربي". في العالم يعرفوه طبعا.