عدّادُ القتل على الطرق يتسارع ونزف الرجال والمال يتواصل، فكّل يومٍ تقريبا، تنضمُ عائلةُ مكلومة إلى جبهةِ الذين فقدوا أعزّاءهم في حوادث سير.
معظم الحوادث المركبّة تقع بفعل تهوّر سالكي الطرق.
اقرأ أيضاً : سائقو شاحنات يطالبون بتخفيض الضرائب والرسوم الجمركية على الإطارات والمكابح
39 "جريمة طرق" وقعت خلال أيار/مايو لوحده بمعدل ضحية كل 20 ساعة، فيما قُتلَ تسعة أشخاص في حادث واحد في الأسبوع الأول من حزيران.
للشاحناتِ وسائقيها حصّةٌ في الحوادثِ المركّبة التي تزهقُ أرواحاً بالجملة؛ إذ يذهب ضحيتَهَا غفلةً وغدرا أشخاصٌ ملتزمون بقواعد السير.
آخر تلك الفواجع مقتلُ ثمانية أشخاص جهارا نهارا بتدهور شاحنة محملةً حديداً على طريق العدسية -غور الأردن.
ويشكو سائقو شاحنات من ارتفاع أثمان الإطارات والفرامل وعدم وجود مهارب أمان على امتداد الطريق التي يبلغ طولها 20 كيلومترا بفارق ارتفاع 1200 متر بين قمم جبال عمّان وتحت سطح البحر.
فأين يكمن الخلل؟ والجهةُ المسؤولة عن زهق الأرواح؟ وكيف نحمي سالكي الطرق؟
مطالب سائقي شاحنات بتخفيض الضرائب والرسوم الجمركية على الإطارات وقطع الكوابح وتوابعها، بما هي أدوات رئيسة للسلامة المرورية على الطرقات.
ويرى سائقون ومالكو شاحنات في أحاديث لـ"رؤيا"، أن أسعار الإطارات الجديدة مرتفعة جدا ولا تتناسب مع الدخول المتأتيّة من رحلات النقل، فيما لا تزال أسعار المحروقات عند مستويات مرتفعة.
إطارات مستعملة أو متدنية الجودة.. السائق محمد علي، يقول إن ارتفاع أسعار الإطارات يدفعه لشراء إطارات مستعملة أو متدنية الجودة، ما يقلل بالضرورة من مستوى السلامة المرورية.
السائق حسن السعودي، يتفق مع هذا الطرح مؤكدا أن أسعار الإطارات مرتفعة ولا تغطي أو تكاد مصاريف رحلات النقل وأكلاف الصيانة. ويشكو السعودي أيضا من ارتفاع أسعار الكوابح وتوابعها بشكل لافت، ما يضطرهم- بحسب السعودي- إلى تركيب كوابح متدنية الجودة.
مالك إحدى ورش إعادة تأهيل الإطارات المستعملة، محمد الخطيب، يقول إن الطلب على إطارات الشاحنات المستعملة زاد بشكل لافت. ويردف الخطيب: إن اللجوء إلى "إطارات مستعملة وإعادة تجديد وتفريز - فتح فرزات جديدة في الإطار- يشكلّ خطرا على الطرقات".
مالك إحدى ورش ميكانيك الشاحنات، عاطف السمان، يؤكد كذلك أن استعمال الكوابح متدنية الجودة؛ "غير صالح للاستهلاك"، ويشكّل "مغامرة" على الطرقات، بخاصّة في الأحمال الزائدة. ويبين السمان أن ارتفاع الأسعار قلّل من إجراء الصيانة الدورية والوقائية للشاحنات.
تحذير من استخدام كوابح مجدّدة.. نقيب أصحاب المهن الميكانيكة، المهندس جميل أبو رحمة، يحذّر من إعادة استخدام قواعد المكابح عبر تجديدها وخراطتها. ويدعو أبو رحمة إلى تخفيض الضرائب والرسوم الجمركية على الإطارات والمكابح وتوابعها، ذلك أنها أدوات سلامة مرورية، إذ يستحوذ العبء الضريبي على 26 % من إجمالي ثمن الإطار الواحد.
وزادت حوادث السير القاتلة على الطرقات بشكل لافت، ويرجع خبراء ذلك إلى عدة أسباب منها الحمولات الزائدة وتدني مستويات السلامة المرورية في المركبات.
وفي غياب بيانات رسمية وتحليل أسباب حوادث الطرق القاتلة، يرجع مختصّون سبب ارتفاع معدلات الموت المفاجئ إلى إهمال سائقين، السرعة الزائدة، مخالفة قواعد السير وعدم تقيد شاحنات بالحمولات المحورية.