تحت رعاية معالي الأستاذ الدكتور عزمي محافظة وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، عقد المركز الوطني للثقافة والفنون في مؤسسة الملك الحسين احتفالاً بمناسبة إنتهاء مشروع "ترسيخ ثقافة الإعتدال والتسامح من خلال الفنون المسرحية" والذي تم تنفيذه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومركز السلم المجتمعي وبدعم من وزارة الخارجية النرويجية.
وحضر الاحتفال الذي عقد يوم الخميس 8 حزيران في مسرح المركز الوطني للثقافة والفنون الدكتور أجمل الطويقات مدير إدارة النشاطات التربوية بالوزارة مندوباً عن معالي وزير التربية والتعليم، والسيدة ريتا ساندبرغ نائب السفير النرويجي في عمان والرائد احمد ابو الفول رئيس قسم بناء قدرات في مركز السلم المجتمعي.
وذكرت لينا التل مدير عام المركز بأن المشروع إنطلق في العام 2022، واشتمل على إنتاج مسرحية تفاعلية بعنوان "الصياد" تهدف الى توعية الشباب والشابات حول مخاطر الجرائم الإلكترونية والتنمر الإلكتروني، وكيفية التعامل مع المشاكل الناتجة عنها.
وأضافت بأن المشروع تم تنفيذه في محافظات العاصمة عمان والزرقاء والمفرق والكرك والبلقاء. والفئات المستهدفة من هذا المشروع هم طلبة مدارس وزارة التربية والتعليم من الصفوف التاسع فما فوق، حيث تم تقديم 35 عرض مسرحي استفاد منه ما يقارب 2132 طالب وطالبة. وتم تقديم 8 عروض لطلبة الجامعات استفاد منها ما يقارب 1996 طالب وطالبة، بالإضافة الى 6 عروض قدمت لمؤسسات المجتمع المدني و 4 عروض قدمت في مخيمات الزعتري والأزرق استفاد منها ما يقارب 538.
واستهل الحفل بكلمة ترحيبية وتقديم نبذة عن المشروع القتها التل، وأكد الدكتور أجمل الطويقات خلال كلمته "بأن استخدام الدراما في التعليم لم يعد عنواناً مبهما او فكرة غريبة او شططا يجدف في المجهول و يعبث بالعقول فهذا الفتح التربوي التعليمي الجوهري و الحاسم يعمل به على مستوى العالم المتقدم اقتصاديا وعلميا ومعرفيا من خمسينيات القرن الماضي". وأضاف "ان اعتماد الدراما في التربية والتعليم يعد الفتح الانساني الحضاري الاهم الذي حققته البشرية جمعاء في المتعين من زمان عصرنا الحاضر على الصعيد تطوير نظريات التعلم وتفجير طاقات الابتكار وتبني اولويات الريادة ودور الدراما في بناء القيم الثابتة لمجتمعنا من قيم دينية و وطنية و اخلاقية و ترسيخ ثقافة الاعتدال والتسامح بالدراما نستطيع زرع القيم و بناءها في عقول اطفالنا من خلال معالجة مواضيع مهمة من خلال مواقف درامية يتعلم الطالب من خلالها نبذ العنف والتطرف والاحترام وان الدين الاسلامي دين التسامح والقيم الاخلاقية ومخاطر الجرائم الالكترونية والتنمر الالكتروني والعادات الصحيحة مثل النظافة في الصف والبيت والشارع".
وفي كلمة للرائد احمد ابو الفول قال فيها: "فإن التطرف والإرهاب أساسه فكرة وليست قنبلة ولا حزاماً ناسفاً والفكرة يجب أن تواجه بفكرة وهذا الأمر يتطلب منا الحرص الإعلامي ونشر الأفكار الإيجابية التي تخدم الإنسان والإنسانية في ظل تطور صور الجريمة الإلكترونية وخاصة تلك التي تحمل في طياتها محتوى متطرف فقد أولى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله اهتمامهما بالشباب والمستقبل وإحلال السلام بين الشعوب ونبذ العنف والتطرف والإرهاب باعتباره لا دين له ولا عقيدة، وإيماناً من مركز السلم المجتمعي بأهمية الإعلام والمسرح قام مركز السلم المجتمعي بتوقيع مذكرة تفاهم مع المركز الوطني للثقافة والفنون وذلك إيماناً منه بفكرة توظيف الإعلام والمسرح في مكافحة التطرف والظواهر السلببية داخل المجتمع". وأضاف " فالإعلام والمسرح هما المغذيان للإبصار والبصيرة بإعتبار أن حاسة البصر نافذة من نوافذ المعرفة فيها نرى الأشياء التي تقع تحت نظرنا فنميزها تمييزاً أولياً ولكنها لا تكفي وحدها في التشخيص والتمييز إذ لا بد من الضوء الذي نستنير به وهذا الضوء هو البصيرة".
وقالت السيدة ريتا ساندربغ في كلمتها "بأن الجرائم الإلكترونية تُعد تحدي كبير للشباب والشابات في الأردن والنرويج، مثل التنمر الالكتروني والمعلومات المضللة والتجنيد للجماعات المتطرفة. وأضافت نحن نفتخر بدعم مشروع المسرح التفاعلي بقيادة المركز الوطني للثقافة والفنون، ويسعدنا أن نشهد مشاركة الطلبة للأنشطة واهتمامهم من خلال المسرحية التفاعلية التي عُرضت في المدارس. حيث أن المسرح وسيلة إبداعية، يوفر مساحة آمنة لمواجهة التحديات الناشئة عن الجرائم الإلكترونية، وهو وسيلة مهمة لتعزيز الوعي والمعرفة بشكل أكبر."
وتخلل الحفل عرض فيديو بصري توثيقي حول آراء الطلبة والجمهور بالعرض المسرحي، وتقديم العرض المسرحي التفاعلي "الصياد" من قبل الفريق الوطني للمسرح التفاعلي.
وفي ختام الحفل قدم محمد بيك الربيحات معلومات حول مركز السلم المجتمعي.
ويذكر بأن المركز الوطني للثقافة والفنون التابع لمؤسسة الملك الحسين تأسس في العام 1987 لتعزيز التنمية الإجتماعية والتفاهم بين الثقافات، والإبداع من خلال الإستفادة من الفنون الادائية وطنياً ودولياً. ويمتلك المركز سجلاً حافلاً بالإنجازات والخبرات الإحترافية وتقديم نماذج إبداعية مبتكرة في كيفية استخدام الفنون الادائية المتمثلة بفنون المسرح والرقص، لإثراء العملية التعليمية والتنمية الإجتماعية وتعزيز القيم الإنسانية.