"الحصبة" وتأثيرها على الصحة العامة

هنا وهناك
نشر: 2023-05-28 08:06 آخر تحديث: 2023-06-18 09:30
تحرير: رؤى الزعبي
طفلة مصابة بعدى الحصبة
طفلة مصابة بعدى الحصبة
  • تسبب الحصبة في وفيات كثيرة قبل انتشار لقاح الحصبة
  • لقاح الحصبة واحداً من أفضل اللقاحات التي يمكن شراؤها في مجال الصحة العمومية

وعدوى الحصبة هي مرض فيروسي معدي يصيب الجهاز التنفسي ويعتبر أحد الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال في جميع أنحاء العالم. تسبب الحصبة في وفيات كثيرة قبل انتشار لقاح الحصبة، ورغم توفر اللقاحات الفعّالة لمكافحتها، فإن الحصبة لا تزال تشكل تحديًا صحيًا في بعض المناطق.


اقرأ أيضاً : الصحة تحذر بعد تسجيل 27 إصابة بالحصبة في الأردن


لقد حال التمنيع ضد الحصبة خلال الفترة 2000-2015 دون وقوع وفيات يُقدّر عددها بنحو 20.3 مليون وفاة، ليصبح بذلك لقاح الحصبة واحداً من أفضل اللقاحات التي يمكن شراؤها في مجال الصحة العمومية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

الأعراض

وتبدأ أعراض الحصبة عادةً بالحمى المرتفعة والسعال واحتقان الأنف، وبعد ذلك يظهر طفح جلدي أحمر على الجسم. يمكن أن تصاحب الأعراض الأخرى مثل التهاب العين والتهاب الحلق والإسهال. يعتبر الطفح الجلدي المميز علامة حاسمة للتشخيص.

انتشار العدوى

وتنتشر الحصبة عن طريق القطرات المتناقلة عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب أو يتحدث. وتبقى الفيروسات الناتجة عن العطس أو السعال في الهواء أو على الأسطح لفترة طويلة، مما يجعلها قابلة للانتقال إلى الأشخاص الآخرين.

التأثير على الصحة العامة

وتعتبر الحصبة أمراضًا خطيرة تؤثر على الصحة العامة للمجتمع. فهي قادرة على الانتشار بسرعة في الأماكن التي يكون فيها الأفراد متجمعين، مثل المدارس والمناطق السكنية الكثيفة، مما يزيد من احتمال انتقال العدوى. وتعد الأطفال والأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف هم الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة، مثل التهاب الرئة والتهاب الأذن الوسطى والتهاب الدماغ والحمى الرثوية. وفي بعض الحالات النادرة، يمكن أن تؤدي الحصبة إلى الوفاة.

الوقاية والعلاج

ويعد اللقاح المضاد للحصبة هو أفضل وسيلة للوقاية من العدوى. ينصح بتطعيم جميع الأطفال والبالغين غير المحصنين ضد الحصبة. وعادة ما يتم تطعيم الأطفال في سن مبكرة، عادةً ما يتم إعطاء الجرعة الأولى عند سن 12-15 شهرًا والجرعة الثانية عند سن 4-6 سنوات. وتوفر هذه اللقاحات حماية فعالة ضد الحصبة وتقلل من خطر الإصابة وانتشار العدوى.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحصبة، يركز العلاج على تخفيف الأعراض والوقاية من المضاعفات. يشمل ذلك الراحة والترطيب وتخفيف الحمى والألم، وفي بعض الحالات الشديدة قد يحتاج المريض إلى الدخول في المستشفى للرعاية والمراقبة.

الدور العام للمجتمع

وتلعب المجتمعات والسلطات الصحية دورًا حاسمًا في مكافحة انتشار الحصبة وحماية الصحة العامة. يجب تعزيز التوعية حول الحصبة وأهمية التطعيم والنظافة الشخصية وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس. ينبغي أن يكون لديهم أيضًا خطط استجابة سريعة للكشف عن حالات الحصبة وعزلها وتتبع المخالطين.


اقرأ أيضاً : خبير أوبئة يحذر مرضى الجهاز التنفسي في الأردن


وتعتبر عدوى الحصبة تحديًا صحيًا يجب التصدي له بجدية. بفضل اللقاحات المتاحة والجهود الصحية المستدامة في الوقت الحالي، الحصبة لا تزال تشكل تحديًا صحيًا في بعض المناطق حول العالم. رغم توفر اللقاحات الفعالة، إلا أن هناك بعض المجتمعات التي تعاني من انتشار الحصبة نتيجة لعدم تغطية التطعيمات بشكل كافٍ، والتحديات الصحية والاجتماعية الأخرى.

وتأثير الحصبة على الصحة العامة يتراوح من حالات خفيفة إلى حالات خطيرة. ففي حالات الإصابة الشديدة، قد تتطور مضاعفات خطيرة تشمل التهاب الرئة والتهاب الدماغ والتهاب الأذن الوسطى، والتي يمكن أن تؤدي في بعض الحالات إلى الموت. لذلك، من الضروري التصدي للحصبة بجدية واتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية اللازمة.

وتتمثل أهمية التطعيم في منع انتشار الحصبة وحماية الأفراد والمجتمعات. يجب أن تكون معدلات التطعيم عالية بين الأطفال والبالغين، حيث يُنصح بتلقي الجرعات الموصى بها من اللقاح المضاد للحصبة وفقًا للجدول الزمني الموصى به. ويعد ذلك أحد الوسائل الرئيسية للحد من انتشار الحصبة والتقليل من حالات الإصابة والمضاعفات.

إلى جانب التطعيم، يجب أن تلعب المجتمعات دورًا فاعلاً في تعزيز الوعي الصحي وتوفير البيئات النظيفة والصحية. ينبغي التركيز على التثقيف حول الحصبة، وضرورة الالتزام بممارسات النظافة الشخصية، مثل غسل اليدين بانتظام وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس. كما يجب أن تتوفر البنية التحتية الصحية اللازمة للكشف المبكر.

أخبار ذات صلة

newsletter