عودة سوريا إلى الجامعة العربية لم تعد على ما يبدو موضع شك أو نقاش واسع، بل تبدو مسألة وقت ، فالخطوات واللقاءات تتسارع في هذا الاتجاه وسط مساع لحضور سوريا القمة العربية المقرر عقدها في الرياض بعد 14 يومًا.
اقرأ أيضاً : وزراء الخارجية العرب يناقشون قريبا عودة سورية إلى الجامعة العربية
خبراء يرون بأن المسألة السورية أعقد بسياقها المحلي والإقليمي والدولي من قرار إجرائي وعلى سطح المشهد يفضي بعودتها إلى جامعة الدول العربية ، فالعودة ليست الغاية إنما وسيلة تساعد على حلحلة الأمور بدور عربي فاعل بهذا الاتجاه لا أكثر.
رغم أن عدة دول سارت على خطى الأردن كالسعودية ودولة الإمارات وسلطنة عمان، إلا أن أخرى بقيت على مسافة يحكمها حذر وموقف محكوم بتقديم سوريا نوايا جدية في سبيل الوصول لتسوية سياسية يشارك فيها جميع السوريين، وليس العودة إلى ما قبل 2011.
خمس دول على الأقل تقاوم المساعي لإعادة دمشق للجامعة، الدوحة والرباط والكويت بالاضافة لموقف مصري لافت، مع أن القاهرة كانت قد خطت تجاه سوريا لثلاث مرات، بعد كارثة الزلزال.
بالمقابل الحكومات الأوروبية والإدارات الأميركية غير مهتمين بتحقيق تطلعات الشعب السوري، لكن عقوبات قانون قيصر واضحة وصارمة وموجّهة إلى كل من يدعم النظام عسكريًا أو في ما يتعلق بتجارة النفط وإعادة الإعمار حيث لا يزال الأميركيون يملكون القدرة على تعطيل المبادرات التي لا تروق لهم بشأن سوريا، بقوة وجودهم العسكري في قواعد قرب آبار النفط في الشمال الشرقي السوري.
إذن ملف التسوية السورية متخم و مليء بالمنعطفات إلا أن رغبة دمشق بأن تتجاوز هذه الأزمة تقابلها رغبة داعمة من الدول العربية للوصول بها لتماسك جغرافي واستقرار داخلي يجدّد الأمل لدى الشعب في الكل السوري وفي الخارج.