يعد المسحر مَعلما مهما من معالم الشهر الفضيل لا تحلو الأجواء الرمضانية والسهرات في الشهر الفضيل، إلا بصوت المُسحر أو المسحراتي، الذي ينادي ويدق ....
لا تحلو الأجواء الرمضانية والسهرات في الشهر الفضيل، إلا بصوت المُسحر أو المسحراتي، الذي ينادي ويدق الطبول لإيقاذ الناس لتناول وجبة السحور التي تساعدهم على الصيام طوال النهار.
اقرأ أيضاً : مدفع رمضان.. ما حكايته وما هي أول دولة عربية أطلقته؟
ويعد المسحر مَعلما مهما من معالم الشهر الفضيل، إذ يشعر الناس وخاصة الأطفال ببهجة الشهر عند مروره من أمام منازلهم مناديا بطرق مختلفة حسب اختلاف الدول وعاداتها، إذ بعضهم ينادي بالاسم وأخر يتغنى بالشعر والبعض الآخر ينادي بالأدعية الرمضانية.
مهنة المسحر تطورت مع مرور الوقت، ومع توفر القدرات الفنية للشخص الذ امتهن إيقاظ الناس مهنة في الشهر الفضيل، إذ أصبح عمل المسحر أداء فنون من القول والموسيقى والحركة، بالإضافة إلى التنبيه والإعلام عن الوقت.
ويعد التسحير في شهر رمضان فن تعددت أساليبه ووسائله عبر العصور والبلدان فكانت بدايته أذان بلال الحبشي الذي كان يؤذن قبل الفجر في العهد النبوي لإيقاظ الصائمين، ثم ظهر شعر القوما في العصر العباسي ليتغنى به المسحراتي واستمرت أساليب التسحير في التنوع، حتى ظهرت مواويل المسحراتي المصري والسوري والعراقي وغيرهم.
وفي العصرالعباسي كان هناك رجل يسمى «أبو نقطة» اشتهر بتسحير الخليفة العباسي (أحمد الناصر لدين الله) وكان يتقاضي أجرًا على ذلك، إذ كان هذا الرجل هو أول من قام بدور المسحراتي. وعلى أثر ذلك طالب الأعيان من الخليفة أن يقوم هذا الرجل بتسحيرهم، فأذن له الخليفة بذلك، ثم أصبح عرفاً سائدًا على مر الزمان.
أما في العصر الفاطمي أصدر الحاكم أمرًا بأن ينام أهل مصر مبكرين بعد صلاة التراويح وكان جنود الحاكم يمرون على البيوت يدقون الأبواب ليوقظوا النائمين للسحور، ومع مرور الأيام عين أولو الأمر رجلاً للقيام بمهمة المسحراتي، كان ينادي «يا أهل الله قوموا تسحروا» ويدق على أبواب البيوت بعصا كان يحملها في يده، تطورت مع الأيام إلى طبلة يدق عليها دقات منتظمة.
