تحل الذكرى الثانية عشرة لاشتعال أزمة سوريا وسط انفراج في العلاقة بين الرياض وطهران - أكبر لاعبين متضادين على الساحة السورية وسائر المنطقة وزيارة مفتاحية للرئيس بشار الأسد وزوجته إلى أبو ظبي غداة عودته من قمّة استثنائية في موسكو.
أزمة تعدّها أوساط في المعارضة وداعميها بأنها ثورة، بينما يراها البعض الآخر بأنّها مؤامرة كونيّة، استهدفت تدمير هذا البلد المركزي في فلك المقاومة، استكمالا لغزو العراق في مثل هذا الشهر قبل عشرين سنة.
اقرأ أيضاً : الرئيس السوري يصل الإمارات في زيارة رسمية
تأتي هذه الذكرى بعد شهر على زلزال مدمّر أودى بحياة ستة آلاف شخص شمالي سوريا معمقًا من معاناة هذا الشعب المستنزف وجوديا واقتصاديا بعد تسجيل أكثر من 230 ألف قتيل، وتهجير قرابة 14 مليون سوري.
في 15 آذار 2011 قدحت الشرارة داخل سوق الحميدية بدمشق، لتعمّ بعد ذلك البلاد من درعا جنوبًا إلى حلب شمالًا في أكبر موجة ثورية في سياق ما عرف بالربيع العربي.
و بوتيرة متسارعة، تحولت مطالب الناس المشروعة إلى مواجهات مسلحة بينما التحق في صفوف المعارضة مسلحون منشقون ومدنيون فضلا عن آلاف الوافدين المؤدلجين أصوليا من حول العالم.
و في خريف 2011 علّقت الجامعة العربية عضوية سوريا في قمّة الدوحة، التي لعبت هي الأخرى دورا في محوريا في مناهضة الحكم في دمشق.
بعد إيران و أذرعها العسكرية في المنطقة، ألقت روسيا بثقلها العسكري على مسرح الأحداث لتقلب الطاولة بدءا من نهاية عام 2015، وبذلك رجّحت الكفة لمصلحة نظام بشار الأسد بعدما خسر مناطق واسعة خلال سنوات الحرب الأولى.
الأردن ظل حريصًا على البقاء على شاطئ الأزمة السورية حذرًا من أن ينزلق إلى الحرب في مواجهة أي من طرفيها، إلا أنه كان المتضرر الأكبر لما يربطه من علاقات تجارية كبيرة مع سوريا قبل الحرب، والتي رجعت بشكل محدود في تشرين الأول 2018.